السؤال
أهلا بحضراتكم، أنا أرسلت لكم شكواي منذ فترة، ورقم الاستشارة: (2168266).
المهم أنني ذهبت لطبيب نفسي؛ لأنني كنت أعاني من توتر وقلق وخوف، وضيق في التنفس، وسرعة في دقات القلب, وأخاف جدا من الموت والأمراض, الدكتور كتب لي أدوية مثل: بوسبار, نوديبرين, نوديب، وأنا منتظم في العلاج منذ شهر، وما زلت آخذ العلاج بانتظام، تحسنت قليلا بعد العلاج بأسبوعين, أصبحت أضحك وأخرج وأتكلم مع أهلي وأصدقائي, ولكن رجع الموضوع مرة أخرى, يتحسن أوقاتا بسيطة ويرجع القلق, أصبحت أخاف جدا، ويشغل تفكيري أني سيصيبني مرض نفسي خطير مثل الشيزوفرينيا, وكلما سمعت عن مرض نفسي جديد أو أرى مريضا نفسيا أشعر بأن عندي ذلك المرض، أو أنه سوف يأتي لي في المستقبل.
أحيانا أراقب نفسي خوفا من أن يكون لدي أي مرض نفسي خطير, وأتساءل دائما هل سأصبح طبيعيا يوما ما؟ يأتيني شعور بالخوف والقلق على نفسي كثيرا في ذلك الموضوع, وأصابني طنين بالأذن أشعر به في الهدوء وعند النوم, ودائما متضايق جدا ومخنوق وغير مرتاح، عندما تأتيني الخنقة أقوم أتمشى خارج البيت.
أمنيتي أن أكون إنسانا طبيعيا، وأمارس حياتي بشكل طبيعي مثل الأول, فأنا في مقتبل العمر 22 سنة, وكان عندي طموح وأحلام كثيرة، هل سأصبح طبيعيا كما كنت؟ هل سأتزوج وسأكون شخصا ناجحا في حياتي؟ أسئلة كثيرة تدور في رأسي، أرجو الاهتمام والرد، وشكرا لحضراتكم على مساعدتنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسيني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأشكرك كثيرا لاتخاذك القرار والمبادرة السليمة، وهي ذهابك ومقابلتك للطبيب النفسي، والذي قام بوصف الأدوية المطلوبة لحالتك.
الدواء يتطلب وقتا ليؤدي فعاليته الكاملة؛ لأن هذه الأدوية تعمل من خلال البناء الكيميائي، وكثير من الأدوية لا يتم البناء الكيميائي بالنسبة لها قبل ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج، وأنت -الحمد لله تعالى- لاحظت بعض بوادر التحسن، وهذه بداية طيبة جدا ومشجعة، -وإن شاء الله تعالى- المزيد من التحسن سوف يأتي، فأرجو أن تطمئن.
بالنسبة للمخاوف والقلق التوقعي: كن صارما في مواجهتها، حقرها، لا تعطها اهتماما، وحالتك لا علاقة لها بأي مرض خطير مثل الفصام وغيره، هذه مجرد هواجس ونوع من الوساوس، كن أكثر اطمئنانا، اسأل الله تعالى أن يحفظك، عش حياة فعالة مليئة بالأنشطة، مليئة بالتواصل الاجتماعي، وكن منتجا في عملك، واحرص على عباداتك، واجعل للرياضة أيضا نصيبا في حياتك، هذا هو الذي يوصلك -إن شاء الله تعالى– لما تبتغيه.
حتى أجيب عن أسئلتك بصورة واضحة ومباشرة، أقول لك: نعم -إن شاء الله تعالى– سوف تصبح طبيعيا جدا، ولا أريدك الآن أن تعتبر نفسك غير طبيعي، هذه مجرد ظواهر وسوف تختفي تماما.
هل ستتزوج؟ .. نعم وأنا أشجعك وأقول لك أقدم على الزواج، -وإن شاء الله تعالى- ستكون شخصا ناجحا في حياتك.
هذه الأسئلة الكثيرة التي تدور في مخيلتك لا تنزعج منها، هي أمر طبيعي جدا، وهي دليل على وجود قلق، وهذا قلق إيجابي؛ لأن الإنسان لا بد أن يسأل نفسه: (ما الذي يحمله لي المستقبل؟ ماذا سوف يكون كذا وكذا) لكن في ذات الوقت ابعث في نفسك الطمأنينة والبناء الإيجابي، وتوكل على الله، وكن ساعيا، وكن حريصا على أن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.