نصائح للطلاب للوصول إلى النجاح والتميز

0 454

السؤال

كنت طالبا متفوقا قبل دخولي كلية الطب، ومنتظما في الصلاة، ولكن لا أعرف ماذا حدث لي في الجامعة، نجحت في الفرقة الأولى بصعوبة، ورسبت ثلاث مرات في الفرقة الثانية، وانتكست في صلاتي، وكلما حاولت أن أذاكر لا أستطيع، وأشعر بضيق شديد، وإذا ضغطت على نفسي أذاكر يوما أو اثنين ثم أتركها مرة أخرى هي وصلاتي.

ما يزيدني حزنا أن رفقائي سبقوني بمراحل، وأنا سوف أتأخر، وسيكون عمري 29 عاما إذا رسبت، أرجو أن تنصحوني كيف أخرج من هذه العثرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

طبعا ليس هناك حاجة من محاولة إقناعك بضرورة وأهمية العلم والجامعة ودراسة الطب البشري، فهذا موجود عندك، وخاصة أنك مصمم على متابعة الدراسة وإتمام كلية الطب، لتصبح طبيبا تعالج آلام الناس، ولكن يا ترى ما هي أسباب قلة الرغبة في الدراسة، وفي تهاونك بالصلاة؟ ما هي ظروف حياتك الأسرية والاجتماعية في أمريكا؟ هل لديك صعوبات في التكيف مع المجتمع من حولك؟ وهل لأحداث التمييز ضد المسلمين من تأثير عليك؟ ما هي طريقة دراستك؟ وهل لديك صعوبات لغوية؟ وما هي اهتماماتك وهواياتك الأخرى إلى جانب دراستك الجامعية؟ وما هو نمط حياتك اليومي؟ هل هناك ما يشغلك عن الدراسة كقضاء الوقت الطويل مثلا على النت والألعاب الالكترونية؟ كل هذه الأسئلة هامة؛ لأنه من الصعب أن نفصل بين كل هذه المواضيع وبين وضعك الدراسي، وأنا أسأل فقط ولا أفترض بالضرورة أن هذا موجود، ولكنه مر معي بما يتعلق بالكثير من الشباب أمثالك.

لاشك أنه يوجد عندكم في الكلية مرشد أكاديمي ممن يمكن أن تجلس معه، وتراجع كامل وضعك في الكلية، وتبحث معه عن الخيارات المتاحة أمامك، وأن تسأله عن تقييمه لهذا الوضع، وخاصة أنك رسبت عدة مرات، وهذه ليست مما اعتدت عليه، وتحدث معه كيف يمكنك السير الأفضل في الدراسة.

اسمح لي أن أقول أنه لا توجد وصفة سحرية، ولا توجد طريقة من دون الدراسة الجدية والعمل والتعب وبذل الجهد! وكما يقولون باللغة الانكليزية (If there is a will, there is a way) ولاشك أن هناك أمورا كثيرة يمكنك القيام بها من أجل تحقيق هذه الدراسة بالشكل المناسب، ومما يمكن أن يفيد، والتي يمكنك أن تبدأ معها اليوم، وليس غدا:

- بذل جهد أكبر في الصلاة على وقتها قدر الإمكان، فهذا سيرفع كثيرا من معنوياتك، وخاصة يبدو أنك حريص على رضا الله تعالى وتوفيقه لك.

- تقسيم الوقت للدراسة في النهار أو المساء إذا كنت ممن يفضلون الدراسة مساء، بحيث يتخلل ذلك دقائق من الراحة.

- تحديد المادة المطلوبة للدراسة وقبل أن يحين الوقت الذي حددته للدراسة، بحيث لا تحتار كثيرا في اختيار المادة التي تدرسها في هذه الفترة.

تناول الطعام والشراب باعتدال قبل الدراسة، بلا جوع وبلا تخمة، فكلاهما مما يدعو للنوم.

- تهيئة جو الغرفة فلا تكون باردة ولا حارة، وإنما بالاعتدال، وكذلك من ناحية الأصوات.

- هناك كثير من الطلاب يحبون الدراسة في مكتبات الكلية، ولديكم في معظم الكليات الأمريكية مكتبات في غاية التنظيم والهدوء والجو المريح.

- محاولة زيادة المدة المخصصة للدراسة وبالتدريج، كي يعتاد جسمك على هذا الجهد.

- ابدأ الجلسة بمراجعة ما درسته في الليلة أو اليوم السابق، فهذا مما قد يزيد حافزيتك للدراسة.

- لا بأس أن تأخذ كوبا من الشاي أو القهوة أو الشكولاتة الساخنة أثناء الدراسة، مما يزيدك نشاطا.

- إذا شعرت ببعض النعاس أو التعب أثناء الدراسة فلا بأس أن تأخذ بعض الوقت للاستراحة، وأن تقوم من مكانك، وربما تقوم ببعض الحركات الرياضية الخفيفة لمجرد التنشيط.

- ضع اللابتوب أو جهاز الكمبيوتر وربما الهاتف الجوال (والبلي ستيشن) بعيدا عنك.

- مما يعين كثيرا أن تدرس مع صديق أو أحد أفراد الأسرة، فهذا مما يدعوك للنشاط، ولكن انتبه أن لا يصبح هذا بابا للانشغال وإضاعة الوقت.

- لابد من التأكيد كثيرا على حضور المحاضرات وأخذ ملاحظات ومختصرات للمحاضرة.

- والأمر الأخير: يفيد جدا أن تخفف عنك من ألم وصعوبات الغربة عن طريق الاقتراب أكثر من المركز الإسلامي والمسجد القريب منك، وحاول أن تتعرف على طلاب مسلمين آخرين، فيكون لهم أثر إيجابي عليك، وأنت أيضا تؤثر فيهم بشكل إيجابي.

أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والنجاح، لنراك طبيبا معنا خلال سنوات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات