السؤال
مشكلتي بدأت منذ 14 عاما، عندما كنت أدرس في الجامعة جاءتني حالة غريبة من الضيق الشديد في الصدر، والخوف من المواجهة، وكره للحياة، رغم أني ملتزمة بالصلاة، والاحتشام، والذكر، وقراءة القرآن.
ذهبت إلى شيوخ يقرؤون الرقية الشرعية، وشعرت بتحسن إلا أن التعب يعود مرة أخرى، ذهبت إلى الطب النفسي، وأعطوني حبوب الفافارين، ثم تم تغييره إلى افكسور، ثم إلى ciprelax ، وشعرت بتحسن بعد 14 عاما من العلاج.
قطعت الدواء لمدة سنة ونصف، وتزوجت، وأنا الآن حامل في طفلي الأول، وما زلت ملتزمة بالصلاة والرقية والأذكار، إلا أني لا أشعر بطعم الحياة، ولا الإنجاز رغم أني أمتلك مقومات السعادة من مال، وبيت، وزوج طيب -والحمد لله- لا أعاني من أي مشكلة في عائلتي، وأمارس الاسترخاء، والرياضة، ودائما أقاوم هذا المرض بصمود، وتفاؤل، وإيجابية، وأمارس الاسترخاء.
ولكن الخوف والضيق يقتحمون علي فجأة، والجميع يلاحظ تغير تعابير وجهي من الضيق، والخوف والأفكار السلبية، حتى أني لا أستطيع قيادة سيارتي من الخوف، والهلع، رغم أني اجتماعية ومتفائلة.
سؤالي: هل أعود لأخذ العلاج، رغم أني حامل في الشهر الخامس؟ وهل له أضرار بالنسبة للجنين؟ وما هو أفضل علاج بالنسبة لحالتي؟ وهل أستطيع أخذ الدواء من الصيدلية، فأنا أكره الذهاب إلى المستشفى؟ وكيف أفاتح زوجي في الموضوع رغم أن تعبي يؤثر على حياتنا الزوجية؟ وهل إذا لم أتناول العلاج واكتفيت بتقوية إرادتي هل سيفيدني ذلك؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بصمة إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله تعالى أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، وهي كثيرة جدا، واستشعارك لها، والتفكر والتأمل فيها، وأخذها كأداة تحريك إيجابي وتفاؤل ونظرة يحدوها الأمل للأمور دائما: هذه من أفضل وسائل علاج حالتك.
الضيق قد يأتي والتوتر قد يأتي حتى للذين هم يعيشون أحسن ظروف حياتية، لكن الذين يتفكرون ويتأملون في إيجابياتهم الكثيرة والعظيمة ونعم الله عليهم هؤلاء - إن شاء الله تعالى – تغشاهم طمأنينة وسكينة كبيرة.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: انتهجي نفس منهجك في ممارسة الرياضة، وتلاوة القرآن، والتواصل الاجتماعي، مع ضرورة التفكير بصورة معرفية إيجابية أكثر.
بالنسبة لمفاتحة زوجك حول حالتك النفسية: أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يتم مباشرة، ليس هنالك ما تخفيه، حالتك -الحمد لله- حالة عادية وبسيطة، فتحدثي لزوجك الكريم في لحظة طيبة تخيريها، وافتحي معه الموضوع أنك تعانين أحيانا من القلق والتوتر، وعسر المزاج مع شيء من المخاوف، واستشارة الطبيب النفسي دائما هي الأفضل في مثل هذه الحالات، ولا أعتقد أن زوجك الكريم سوف يعترض.
أنا لا أؤيد أن تتناولي دواء من الصيدلية مباشرة، لسببين: أولا لأنك حامل، حتى وإن كنت في الفترة السليمة من الحمل، حيث إن الأدوية في هذه المرحلة لا تؤثر على الأجنة، ولكن بما أن زوجك أيضا لا يعلم بهذا الأمر، فأعتقد أنه من الضروري أن تذهبي وتقابلي الطبيب.
قابلي الطبيب النفسي أو تحدثي مع طبيبة النساء والتوليد التي أنت تحت إشرافها، وسوف تدبر لك أمر مقابلة أحد الأطباء النفسانيين، وكما تعرفين - أيتها الفاضلة الكريمة – دولة قطر بها خدمات طبية ممتازة جدا وراقية جدا، فليس هنالك ما يجعلك أن تترددي في الذهاب إلى المختص ومقابلته.
موضوعك بسيط جدا، لكن دائما المقابلات المباشرة مع الأطباء فيها الأخذ والرد، وكل ما يدور بخلدك يمكن أن تطرحيه على الطبيب، وسوف تجدين - إن شاء الله تعالى – الدفع والمؤازرة الإيجابية من جانب الطبيب.
هذا هو الأفضل، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.