عزلة وضعف شخصية وتردد في اتخاذ القرار.. كيف أتخلص منها؟

0 414

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا أحمد، عمري 25 سنة، بدأت مشكلتي منذ 8 سنوات، التحقت بكلية الطب مع صاحب لي كنت مرتبطا به جدا، فتخلى عني فتأثرت نفسيا، وكنت مصابا بمرض التبول اللاإرادي بالليل، وكانت نفسيتي محطمة فلم أحضر الكلية، وأدمنت الأكل والنوم، وزاد وزني بشكل كبير، ورسبت أول سنة، قررت عدم الإكمال، ولكن أقنعني الأهل أن مستواي جيد ولتكون طبيبا و...

ظللت سنتين أخريين في الكلية لا أحضر، وآكل كثيرا، وأسير في الطرقات بلا هدف، وأرجع البيت في ميعاد العودة بدون أي شعور بالذنب, ورسبت كالعادة, تركت الطب والتحقت بكلية طب الأسنان، وحدث الآتي:

- تكررت المشكلة أول سنة ورسبت، ثم أكملت ونجحت في السنة التالية.
- تكررت المشكلة في السنة الثالثة، رسبت ثم أكملت السنة التالية ونجحت.
- أنا الآن في الصف الثالث في الكلية بعد أربع سنوات فيها كنت أحضر بالتزام وأذاكر إلى أن جاءت امتحانات نصف العام وانهرت بشدة، وأصابني الخوف من الفشل، ودخلت الامتحانات غصبا عني، وكانت المفاجأة أن نتائجي كانت ممتازة، ولكني تعبت نفسيا، وقل التركيز والمذاكرة، وأنا الآن لا أدري ماذا أفعل؟!

تتلخص مشكلتي منذ 8 سنوات في النقاط الآتية:

1- ضعف الشخصية، وعدم الثقة في النفس مع قوتها، والثقة أحيانا.
2- مرض التبول اللاإرادي، شفيت منه منذ سنتين والحمد الله.
3- التردد في اتخاذ القرارات مع التهور أحيانا.
4- اليأس والاستسلام والرضا بالراحة مع الأمل أحيانا.
5- فرط الحساسية من الناس.
6- الرهاب الاجتماعي، مع الاختلاط والتعامل مع الناس بصورة عادية أحيانا.
7- الغموض وكتم ما بداخلي عن كل أحد، مع إخراج كل أسراري أحيانا.
8- الحزن والكآبة كثيرا مع بعض الفرح أحيانا.
9- فتور العبادة وإهمالها، وعدم التعلق بالله، والالتزام الشديد أحيانا.
10- اللامبالاة.
11- عدم استمراري في تعاطي الدواء.
12- أحيانا أتمنى موت أهلي كي لا أسبب لهم الحزن!

المشكلة الأكبر هي أنني لا أريد أن أكون تافها أو شخصا عاديا، ولكن أريد أن أكون نافعا في المجتمع.

أخذت بروزاك لمدة أسبوعين وتركته، وأخذت سبراليكس لمدة أسبوع وتركته, لا أخبر أهلي بمشاكلي, مع كل ذلك عندي أمل أن غدا أفضل إن شاء الله.

أريد العلاج بارك الله فيكم, وليته يكون رخيصا إن كان دوائيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فجملة أعراضك - والتي لخصتها بصورة جميلة وجيدة - تدل على أنك تعاني من اضطراب وجداني نسميه بالاكتئاب البسيط أو الاكتئاب المبسط، وهذه العلة تراود صاحبها لمدة زمنية طويلة نسبيا، ولا يكون الاكتئاب اكتئابا مطبقا أو شديدا أو معيقا، لكنه شعور بعدم الارتياح، بعدم القدرة على الإنجاز، ويكون هنالك إخفاق على المستوى الدراسي مع تحقيق النجاح في بعض الأحيان، كما أن الإنسان لا يكون راضيا عن نفسه؛ لأن وظيفته الاجتماعية لا يلعبها بدور صحيح، وهذا يزيد من شعوره بالإحباط.

حالتك - إن شاء الله تعالى – يمكن علاجها وعلاجها بصورة ممتازة جدا، والشيء الأفضل والأسلم هو أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا حتى تستطيع أن تتابع معه، وإن لم تستطع فسيظل عقار بروزاك هو الأفضل بالنسبة لك، لكن لا بد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء؛ لأن هذه الأدوية بطيئة الفعالية، وتمركزها وتركيزها الكيميائي يتم بعد فترة، كما أن هذه الحالات المزمنة حتى وإن كانت بسيطة إلا أن العلاج فيها يجب أن يكون مستمرا لفترة لا تقل عن عام، والعام ليس طويلا أبدا، خاصة أن الجرعة التي تحتاجها هي جرعة بسيطة جدا، وهي كبسولة يوميا.

فائدة الدواء ربما تظهر ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد بداية العلاج، وحين تظهر الفائدة العلاجية وتحس بالارتياح نسبيا يجب أن تدفع نفسك أكثر، لأن الدفع السلوكي الإيجابي يجعل الإنسان يحس بارتياح أكثر، وهذا قطعا يعني زوال وذهاب الاكتئاب - إن شاء الله تعالى - .

الـ (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميا (فلوكسيتين Fluoxetine) وهو متواجد في مصر تحت مسميات كثيرة منها (فلوزاك Fluozac) وهذا غير مكلف، ولا يحتاج لوصفة طبية.

إذن ابدأ تناول الدواء بمعدل كبسولة واحدة يوميا، يفضل تناوله بعد الأكل، ويجب أن تستمر عليه لمدة عام على الأقل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات