كيف أكسب محبة الناس لي؟

0 439

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمرى 22 سنة، وأنا أحب أن يحبني كل الناس، ويتذكروني دائما بالخير، أو أن أكون في مجلس فأكون صاحب كلمة فيه، ولكني لا أجيد فعل ذلك! حيث أني دائما ما يتجاهل الناس كلامي، حيث أن صوتي ليس حادا، فلا يسمع إلا إذا أعليت صوتي.

كذلك ليس لي وقفات في المواقف الصعبة، ولا أستطيع أن ألم الناس حوالي، أنا فقط أريد طريقة أستطيع بها أن أجذب الناس إلي، فيحبوبي وأحبهم، ولا يملون مني ولا أنا أمل منهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، نسأله تبارك وتعالى أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحين منهم، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلم أن أقصر طريق للوصول إلى قلوب الناس هو طاعة رب الناس، فإن الإنسان إذا أطاع ربه والتزم بكل أمر شرعه الله تبارك وتعالى، وأخلص لله في عبادته وطاعته، نادى الله تعالى جبريل (إني أحب فلانا فأحبه)، فينادي جبريل في أهل السماء (إن الله يحب فلانا فأحبوه) فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.

أما إذا ابتغى الإنسان رضا الناس بسخط الله فإن الله يغضب عليه، ويغضب عليه الناس، فلذلك العاقل يسعى في إرضاء الله تبارك وتعالى، وإذا رضي الله عن عبده نال السرور ونال كل مراد، ونال حب وقلوب العباد، فإذا مال الإنسان بقلبه إلى الله وأخلص في توجهه إلى الله فإن الله يميل بقلوب الناس وقلوب العباد إليه.

اجتهد في كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى، ثم اتخذ في ذلك الأسباب أيضا، فالناس يحبون من يبتسم لهم، من يسامحهم، من يعاملهم معاملة حسنة، من يقف معهم في المواقف التي تحتاج إلى مناصرة ومؤازرة وتأييد لهم، الناس يحبون من يحسن إليهم، الناس يحبون من يصبر عليهم، الناس يحبون من يحترم مشاعرهم، الناس يحبون من يبذل إليهم المعروف.

لذلك هناك وسائل لا بد أن يأخذها الإنسان، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم لن تسعون الناس بأموالكم، ولكنكم تسعونهم بأخلاقكم) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - لكن نرجح ونؤكد لك أن الأهم وأن القاعدة الأولى هو أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله يصلح الله تبارك وتعالى بعد ذلك ما بينه وبين خلقه.

إذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين خلقه، والعكس بالعكس، فإن للمعصية شؤمها، والطاعة لها انشراح في الصدر، ومحبة في قلوب الخلق، وتيسير في الرزق، وللمعصية ضيق في الصدر، ونفور من الخلق، وتقتير في الرزق، فالمعاصي لها شؤمها ولها ظلامها ولها آثارها المدمرة.

احرص على أن تطيع الله، واحرص على أن تتخذ الأسباب التي تحببك إلى عباد الله، ولا تهتم بهذه المسألة، ولا تعطيها أكبر من حجمها، لأنه كما قلنا إذا أطعت الله نلت الخير في الدنيا والآخرة {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، {من عمل صالحا من ذكر أو أثنى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} قال ابن القيم رحمه الله: ( حياة طيبة، في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة).

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا السؤال، ونسأل الله أن يرزقنا وإيانا الإخلاص، حتى نجعل الرغبة فيما عنده هي التي تسيطر علينا في حياتنا، وبذلك ننال خيري الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات