السؤال
أعاني من مشكلة التلعثم، والخوف عند القراءة أمام الأستاذ مما يؤدي أحيانا إلى السكوت وانقطاع النفس، علما أني أتكلم بطلاقة مع أصدقائي وعائلتي وأقربائي وحياتي تسير بشكل عادي كما تراودني هذه النزوة عند التحدث للناس الرسميين إذا كان ثمة دواء، فالرجاء وصفه لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية، وأن يحل هذه العقدة من لسانك.
أيتها الفاضلة الكريمة: مشكلتك بسيطة، وبسيطة جدا، فأنت تعانين من القلق الظرفي عند المواجهات، وهذا ينتج عنه الخوف والشعور بالتلعثم، والشعور بالتلعثم لا يعني أنه يحدث لك تلعثم حقيقي بنفس الحجم الذي تتصورينه، ربما يكون هنالك شيء بسيط جدا من عدم الطلاقة في بداية المواجهة وبداية التحدث، لكن الذي أؤكده لك أن هذا التلعثم ليس بالحجم وليس بالشدة، وليس بالفظاعة، وليس بالصورة التي تتصورينها، هذا مهم جدا، أريدك أن تصححي مفاهيمك حول هذا الأمر.
هذه الحالات تعالج من خلال: الإكثار من المواجهة، وأفضل أنواع المواجهة هو ما نسميه بالمواجهة في الخيال، والتي يعقبها المواجهات في الواقع.
المواجهة في الخيال كيف تكون؟ .. اجلسي في غرفة هادئة (مثلا)، وتصوري أنك أمام جمع كبير جدا من الرسميين وغير الرسميين، وعدد كبير من أساتذتك موجود، وطلب منك أن تقدمي موضوعا معينا على مسرح المدرسة (مثلا)، وقمت أنت بإعداد هذا الموضوع، وبالفعل قومي بإعداد الموضوع، ثم بعد ذلك ابدئي في إلقائه، وعرضه على الحضور، وتخيلي وتصوري أن الناس أمامك، هذا مهم جدا.
هذا علاج سلوكي ممتاز، قد يكون مضحكا في مظهره، لكنه قائم على أسس علمية جدا، ويجب أن تكون المواجهة في الخيال لا تقل عن نصف ساعة أبدا، وإذا لم تحسي بشيء من الخوف عند هذه المواجهة في الخيال، يعني أنك لم تقومي بالتدريب والتمرين بالصورة الصحيحة، هذا التمرين يكرر عدة مرات في مواقف مختلفة، وهذا فيه - إن شاء الله تعالى – فائدة كبيرة جدا.
وفي ذات الوقت – المواجهة في الواقع – اشرعي في المواجهات، تكلمي في الفصل، كوني دائما في الصف الأول، وأريد أن أؤكد لك شيئا مهما جدا، وهو ألا أحد يقوم بمراقبتك، ما تحسين به من تسارع في ضربات القلب، أو الشعور بالخوف، أو بالتلعثم هو تجربة خاصة بك أنت فقط، وغير مكشوفة، غير ظاهرة، غير معروفة لبقية الناس.
وأنا في بعض الأحيان أطلب من بعض الطالبات والطلاب أن يقوم زملائهم بتصويرهم عن طريق التليفون (مثلا) أثناء تحدثهم، أو تقديمهم لعروض أمام جمع من الناس، وبعد ذلك تعرض عليهم صورهم، وبالفعل يكتشفون أن أدائهم كان أفضل مما يتصورون.
إذن الأمر مطمئن جدا، وأريدك أن تسيري على هذا النهج.
أريدك أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، ذات فائدة عظيمة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتسترشدين بها، فيها - إن شاء الله تعالى – فائدة وخير كبير جدا بالنسبة لك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نسبة لصغر سنك لا أنصحك بتناول الأدوية، بالرغم من أنه توجد أدوية سليمة جدا مثل عقار (تفرانيل)، والذي يعرف باسم (إمبرامين) بجرعة عشرة مليجرام (مثلا) في اليوم، وعقار (إندرال) والذي يعرف علميا باسم (بروبرالانول) أيضا بجرعة عشرة مليجرام، لكن حالتك لا تستحق الأدوية، وأعتقد أنك إذا اتبعت ما ذكرته لك من إرشادات سيكون كافيا جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.