السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لقد تعرفت على شاب على موقع تواصل، هو من بدأ بغرض إمدادي بمعلومات تخص مجاله، وكان تواصلنا رسميا، وكنت أعد له لإلقاء ندوة في كليتي، لكنه أصبح يتعامل بصورة لطيفة ثم بصورة عاطفية، وكان لا يوجد مجال للشك في ترجمة مشاعره عن طريق كلامه، لقد جرني لشعور أنه معجب بي، وعشت أحلم على هذا الوهم! وبعدها حينما فاتحته أن ما يفعله خطأ، وأنه ملتو، وإن كان يريد الارتباط فهناك طريق شرعي، وأني أشعر أن كلامي معه حرام، أجاب بأنني كنت أتوهم، وأنه صريح ولم يبادلني شعور واضح، لقد دمر علي بركة حياتي، وعاقبني الله بشدة، وضاعت أشياء رائعة في حياتي، ومدخرات غالية على قلبي، لكن لازلت أتعلق به، ولازلت على يقين أنه مراوغ ولا يجيد التعبير عن مشاعره!
أريد أن يخرجني الله من هذا الوحل قبل أن أفقد المزيد بحياتي، أنا قلبي مثل جلد الكلب الأجرب المجروح، ولا أتمكن من تحمل مزيد من الصدمات والألم.
أرجو أن يبارك الله لي ويستجيب رجائي، ويرشدني لطريقه ويبعدني عما يغضبه، أنا منذ أن دخلت الجامعة وأنا أخسر باستمرار كل الأشياء التي تذكرني بحياتي الجميلة، كل صوري ومدخراتي وأعمالي ضاعت، وهاتفي ضاع مرتين، وكاميرتي ضاعت، ونقودي ضاعت، ونقاء قلبي ضاع، وأنا أعاني الأمرين وأحتاج لمن يحتوي جرحي.
رجاء ساعدوني، وبارك الله لكم.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ayah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونهنئك بأن ملكت الحياء، وحرصت على طاعة الله، وحرصت على إيقاف كل شاب يتجاوز الخطوط الحمراء عند حده، ما فقدت شيئا وما خسرت شيئا، فتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، وعمري قلبك بحبه، فإن حب الله سيغنيك عن كل حب، وسيوجهك إلى كل خير ويقودك إلى كل فضيلة.
ماذا فقدت من وجدت الصلاة والذكر والإنابة والخوف من الله تبارك وتعالى؟ فأقبلي على الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الدنيا ليس بجوالها ولا بالشريحة فقط، بل من أولها إلى آخرها زائلة، وقد قال الشاعر:
وما المال والأهلون إلا ودائع *** ولا بد يوما أن ترد الودائع
والدنيا من أولها إلى آخرها لا تزن عند الله جناح بعوضة، فلا تبكي ولا تحزني على ما فاتك من الدنيا، واعلمي ما عند الله أغلى وأعلى، وأن ما أعده لأوليائه والصالحات من أمثالك خير وأبقى.
فاجتهدي فيما يرضي الله تبارك وتعالى، واحرصي على ما أنت عليه من الخير، ولا تقبلي أي علاقة عاطفية إلا في إطارها الشرعي، بأن تكون معلنة واضحة هدفها الزوج وبعلم أهلك، علاقة نظيفة محكومة بقواعد هذا الشرع، وهذا ما يسمى الخطبة.
وأحسنت فإن هذا الطريق معروف، والفتاة إذا شعرت أن شابا يميل إليها أو يرغب في التواصل معها فعليها أن تعطيه هواتف أهلها ومحارمها، وهذا اختبار فعلي لصدق الشاب، إن كان صادقا قبل ذلك وجاء للبيت من الباب وقابل أهلك الأحباب، وإن كان غير ذلك من النوع المراوغ لم يقبل ذلك وسيهرب مباشرة؛ لأن هذا اختبار عسير لصدقه.
ونتمنى أن تكوني دائما متفائلة، وتوجهي إلى الله، واعلمي أن ما عنده من الخير لا ينال إلا بطاعته، فأدي ما عليك وتوجهي إليه، واعلمي أن ما يقدره هو الخير.