السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأدعو من الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أعاني كثيرا من القلق والخوف، وأفكر بالموت كثيرا، وأشد على أسناني، وهذه الحالة من القلق والخوف عندي منذ 7 سنوات، لم أشعر بحياتي خلال هذه المدة، تعبت جدا، عندي ثقة بربي كبيرة وإيمان قوي وأدعو من الله أن يشفيني، عندي أيضا وساوس مستقبلية بالخوف من المرض.
في شهر رمضان السابق هبط السكر عندي، وأدى لارتفاع هرمون الأدرينالين، وأصابتني نوبات هبوط وهلع شديدة، وكان هذا بسبب نقص السكر الناتج عن الصوم، إضافة لبعض المشاكل التي صادفتني، الآن أنا خائفة من الصوم -أستغفر الله-، وأتذكر النوبات التي جاءتني، لا أعلم ما علاقة نقص السكر بالأدرينالين، يمكن أن تكون بالشكل هذا؟
عندي أدوية من دكتوري السابق لكني نسيت كيف آخذ الجرعة، عندي لبرالكس 10 ملغم وديناكست، هل يوجد داع لتغير العلاج؟ وهل العلاج يضبط هرمون الأدرينالين بشكل جيد.
أنا كرهت الأدوية، ساعدوني أرجوكم، ما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن هبوط السكر أثناء الصيام لا يكون شديدا، قد يحدث لبعض الناس، وبعض الناس يحدث لهم هبوط أشد بعد الإفطار، وذلك نسبة لأن الإنسان حين يتناول الطعام يرتفع مستوى السكر جدا في الدم، وهنا تفرز غدة البنكرياس الأنسولين بكميات كثيرة، ويؤدي الأنسولين إلى حقن السكر، وهذا يؤدي إلى انخفاض في السكر قد يجعل الإنسان يحس بشيء من الهبوط والغثيان والإجهاد النفسي، لكن هذه الحالات هي حالات بسيطة جدا وليس خطيرة، نعم قد يكون هنالك تسارع في ضربات القلب، وثقل في الرأس، وخفة في الرأس أيضا، لكن هذه الحالات حالات محصورة ومحدودة وليست خطيرة أبد، فليس هناك أبدا ما يدعوك للقلق حول الصيام، -وإن شاء الله تعالى- ستصومين وتفطرين على خير، ونسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك رمضان على الخير والبركة.
أنت لديك بالطبع ميول واستعداد وتوجهات نحو القلق، لذا تحسين بهذه المخاوف، وكما تفضلت لديك ما يمكن أن نسميه بالقلق الاستباقي، يعني حتى تخوفك من موضوع الصيام ورمضان هو نوع من القلق الوسواسي الاستباقي، فاطمئني تماما، وعيشي حياتك بصورة طبيعية وكوني فعالة، وأديري وقتك بصورة صحيحة، ومارسي تمارين رياضية خفيفة، طبقي أيضا تمارين الاسترخاء والتي كثيرا ما نرشد لها، لأنها بالفعل مفيدة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) فيها توجيهات بسيطة لكنها جيدة ومفيدة لمن يطبقها بالتزام.
بالنسبة للعلاج الدوائي، الديناكسيت واللبرالكس كلها أدوية جيدة، لكن لا داعي لتناول الأدوية بكثرة، اللبرالكس حسب ما أعتقد هو عقار (سبرالكس) والذي يسمى علميا (إستالوبرام)، فهذا الدواء سيكون جيدا بالنسبة لك، فقط تأكدي أن المسمى العلمي هو (إستالوبرام).
تبدئين بجرعة خمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام–، تتناولين هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام –أي حبة كاملة– واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
لا تشغلي نفسك أبدا بموضوع هرمون الأدرينالين، هو هرمون تعويضي ويحمي الجسم، فالإنسان حين يواجه المخاطر أو المخاوف –مثلا- يتسارع قلبه نسبة لاستشعار الجهاز السمبثاوي الذي يفرز مادة الأدرينالين، لأن مواجهة المخاوف إذا واجهك الأسد إما أن تقتله أو أن تهرب منه، وهذا كله يتطلب التحفز، إذن مادة الأدرينالين هي مادة حامية للجسم، وحين يصاب الإنسان بالهبوط في السكر أو في ضغط الدم، هنا يفرز الأدرينالين أيضا كهرمون تعويضي لتحفيز القلب وأجهزة الجسم حتى ترجع لوضعها الطبيعي، فلولا هرمون الأدرينالين لحدثت مشاكل كثيرة جدا للناس في صحتهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.