السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعاني وما زلت من رهاب الخروج من المنزل، وبدأت في الخروج تدريجيا لغاية 10 كم في محيط البيت، ولكن المشكلة أنني عدت وانتكست من جديد، وصرت أخاف الخروج.
المشكلة الآن أنني أصبحت أخاف من البيت، والصوت العالي، وأخاف أن أنظر في وجوه أهل بيتي، ولا أشعر بالراحة أبدا.
ذهبت للطبيب، وأعطاني دواء لباكسيت 20 نصف حبة في اليوم، ولكن أعراض الهلع تزداد لدرجة الجنون، تواصلت مع الدكتور، فقال لي: استمر على العلاج، فهذا فقط في بداية الحالة.
أرجوكم ساعدوني أنا الآن أشعر بالخوف الشديد، وما يقلقني أنني لم أعد أستريح لأهل بيتي، وأخشى أن أبدأ بالصراخ عند دخول أحدهم فجأة علي.
هل سأصاب بالجنون والصراخ؟ هل أستمر على الدواء؟ مع العلم أنني أستخدمه منذ 3 أيام فقط؟
أرجوكم الرد بسرعة، فأنتم تعلمون كم هو الأمر مخيف!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي تعاني منه يعرف برهاب الساحة، وهو نوع من القلق النفسي التخويفي، وهذا القلق قد يتشعب وتظهر مخاوف أخرى، فأنت على سبيل المثال أصبحت تخاف من البيت بالرغم من أنك كنت تحس بالأمان في داخل البيت، كما أن الأصوات العالية أصبحت مزعجة بالنسبة لك، وأصابتك حالة من عسر المزاج والشعور بالإحباط.
لا أعتقد أنك مصاب بالاكتئاب، إنما هذه المشاعر هي ناتجة بالطبع من حالة الخوف الذي تعاني منه.
بالنسبة لمخاوفك أن تبدأ بالصراخ عند دخول أحدهم عليك فجأة: هذا لن يحدث أبدا، هذه نسميها بالمخاوف الوسواسية، وهي كثيرا ما تكون مصاحبة لقلق المخاوف الذي تعاني منه، أرجو أن تطمئن - أيها الفاضل الكريم – وأريدك أن تتجاهل (حقيقة) أمر الخوف هذا، ولا بد أن تواجهه، وأفضل المواجهات أن تكتب برامج يومية تتفاعل فيها مع الناس، لا بد أن تحتم على نفسك هذا الأمر.
مثلا عليك بصلاة الجماعة في المسجد، هذا نوع من التفاعل المتميز، ولقاء جماعي يجعلك عرضة للآخرين، وهذا يقلل من المخاوف حتى تزول تماما.
حتم على نفسك (مثلا) أن تزور أحد أصدقائك، أو أرحامك يوميا، انتقل من صديق إلى آخر، حاول أن تتمشى نصف ساعة (مثلا) في اليوم.
طبق تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء مهمة جدا خاصة تمارين التنفس المتدرج، هذه التمارين إذا طبقها الإنسان بصورة صحيحة فائدتها كبيرة جدا، يمكن لطبيبك أن يدربك على هذه التمارين، أو يمكنك أن تستفيد من استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها شرح واف جدا لأهمية وكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تستفيد مما ورد بالاستشارة هذه.
بالنسبة للعلاج الدوائي: دواء (لباكسيت) دواء جيد ودواء ممتاز، بالفعل هذه الأدوية في بداية الأمر قد تؤدي إلى آثار عكسية، قد يحس الإنسان بالقلق والتوتر؛ وذلك نسبة لأن الموصلات العصبية التي يعمل عليها هذا الدواء داخل الدماغ يحدث لها نوع من الإفراز المفاجئ، وهذا بعد قليل من الأيام يهدأ، وترجع الأمور إلى طبيعتها، فأرجو أن تستمر على هذا الدواء وبالكيفية التي نصحك بها الطبيب.
إذا كانت هذه الأعراض الجانبية شديدة عليك يمكن أن تستعين بدواء يعرف باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) تناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم كبسولة صباحا لمدة أسبوع آخر، ثم توقف عنه.
يتميز الدوجماتيل بأنه فعلا يزيل القلق والتوترات بسرعة شديدة، كما أنه غير إدماني، وإذا استعملته لفترة أسبوعين هذه سوف تكون كافية جدا؛ لأن بعد انقضاء هذه المدة سوف يكون علاجك الأصلي وهو الـ (لباكسيت) قد أخذ دورته الطبيعية، وبدأ البناء الكيميائي الصحيح، ومن ثم - إن شاء الله تعالى – تنتفع منه كعلاج فعال.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.