أريد أن أتجاهل كلام الناس ولا أتأثر به

0 964

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما أتأثر من كلام الناس، حتى لو كان غير صحيح، سؤالي: كيف لا أهتم بكلامهم؟ أريد أن أشعر بعدم المبالاة بكلامهم، لأنه غير صحيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من طبيعة الإنسان -كونه إنسانا- أن يتفاعل ويتأثر بالناس من حوله، سواء كلامهم أو أفعالهم، سواء سلبيا أو إيجابيا، فهل يمكن للإنسان ألا يتأثر أبدا بكلام الناس من حوله؟

ربما لا يمكن للإنسان أن لا يتأثر أبدا بكلام الناس من حوله، إلا أنه يمكنه أن يحدد مثل هذا التأثر، ولحد ما، وذلك يتوقف على مدى حساسية هذا الشخص، حيث يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك.

ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل، وحتى بالشكل الجسدي، فترتجف بعض عضلاته مثلا، وذلك من شدة الارتباك.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، منها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يقال (عندهم ما يكفيهم) ويمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك بما يهمهم، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم!

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكر أنك في هذا العمر الشبابي، وأن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكر طبعا أن التجنب، كتجنب اللقاء بالناس، هذا التجنب لا يحل المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول الاقتراب من الناس لا تجنبهم، ولاشك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجرأة وقلة التأثر، وبذلك تخرج مما أنت فيه.

وثالثا مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك قادم، القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.

مواد ذات صلة

الاستشارات