السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي في العشرين من عمري، ولدي بعض المشاكل الخاصة بالدماغ والأعصاب، فمثلا أشكو من:
1- تراجع في الذاكرة أحس أنه تدريجي ومستمر منذ فترة طويلة.
2- تراجع في القدرة علي التخيل وتجسيم الأفكار منذ فترة أيضا، وأحس بأنه تدريجي ومستمر، مع أن هذا مهم جدا لي؛ حيث أني طالب بكلية الهندسة.
3- افتقاد التقدير للمسافات والمقادير وحتي الأذواق.
4- بطء شديد في استقبال ومعالجة البيانات، والتردد في اتخاذ القرار، مثلا في المواقف الاجتماعية والعلمية والحياتية، أو غيرها، لا أستطيع أن أتعاطى مع من يحدثني وأفهم ما يريده، وأوصل له ما أريد، بل أقول فقط ما رتبته من كلام، ولا أستطيع أن أقول له غير ما رتبته مسبقا، وأنسحب من الموقف رغم أني لم أوصل له ما أريد ولم أفهم قصده، وللغرابة فإني بعدما أنتهي من الموقف مباشرة بدقيقتين أو أقل أدرك ما كان يقصده، وما كان يجب أن أقوله له، وهذا يفقدني الكثير.
أيضا حينما أنظر لمنظر لا أستطيع أن (أدخل) بياناته من ألوان وأشكال وأشخاص إلا إذا نظرت فيه مطولا، فلا أستطيع أن آخذ (لمحة سريعة).
5 - (تسيب) أعصابي تحت الضغط أو الخوف أو القلق، حتي لو كنت أعرف أنه سيحدث، بل حينما أريد استخدام أعصابي في انفعال أو غضب أو عراك تنحل أعصابي بطريقة مخزية.
جزاكم الله خيرا, أريد حلا للذاكرة والتخيل، واستقبال ومعالجة البيانات، والسيطرة علي أعصابي، وآسف للإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد عبرت عما تعاني منه بصورة واضحة وجلية ودقيقة، وقد تخيرت العبارات الفنية ذات المعنى لتوصل رسالتك إلينا، وهذا دليل على حسن اطلاعك وإلمامك بحقيقة مشكلتك.
أنا لا أعتقد أنك تعاني من علة في الذاكرة، ولا حتى تخيل، ولا استقبال ومعالجة البيانات، قطعا أنت لا تتخيل، أو لا تتوهم بالأحرى، لكن الذي بك هو عدم القدرة على التركيز، وعدم القدرة على التركيز تظهر لدى كل إنسان حسب مقدراته وحسب مفاهيمه وحسب تطلعاته، وما هو الذي يريد أن يتعلمه ويتقنه ويتركه (وهكذا).
أنت لديك مقدرة انتقائية واضحة، وربما يكون الأمر أيضا قد أخذ طابعا وسواسيا، لذا كان اهتمامك واضحا جدا لبعض مكونات الذاكرة المعروفة، لكن أؤكد لك أنه ليس لديك مشكلة في الذاكرة، الذي أتصوره هو مشكلتك في التركيز، ومشكلة التركيز تؤدي دائما إلى التشتت الذهني، وعدم المقدرة على الوصول إلى ما يبتغيه الإنسان من كيفية التعامل مع المعلومات وتسجيلها، وإخراجها مرة أخرى للاستفادة منها.
لا أعتقد أن لديك أي مشكلة عضوية، لكن دائما يفضل في مثل هذه الحالات أن تذهب إلى الطبيب وتحكي له أعراضك، والطبيب سوف يقوم بإجراء بعض الفحوصات -طبيب الأعصاب أو الطبيب الباطني أو الطبيب النفسي، كل منهم يمكن أن يقوم بهذا الدور- أن تفحص وتجرى لك بعض الفحوصات المخبرية للتأكد من مستوى الدم (مثلا) وظائف الغدة الدرقية –على وجه الخصوص مهمة جدا– مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د) –هذه مهمة جدا– وبعد أن تعرف نتائج هذه الفحوصات تكون الخطوة الثانية هي معالجة القلق.
القلق يعالج من خلال:
1- تنظيم الوقت بصورة صحيحة.
2- أخذ قسط كاف من الراحة، ولتحقيق ذلك يجب أن تسعى للنوم المبكر.
3- ممارسة الرياضة يعتبر أمرا ضروريا لتحسين الذاكرة.
4- تطبيق تمارين الاسترخاء أيضا يفيدك كثيرا.
5- قراءة القرآن الكريم بتؤدة وتدبر وتأمل أيضا تحسن الذاكرة والتركيز.
أعتقد أن –ونسبة لوجود القلق والخوف بصورة واضحة كما عبرت عنه– تناولك دواء مزيلا للقلق، ومحسنا للمزاج، ومضادا للوساوس سيكون مفيدا لك، وأعتقد أن عقار (فافرين) والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين) سيكون مفيدا لك جدا.
الجرعة هي خمسون مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل، بعد انقضاء مدة الأسبوعين ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم مثلها يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.