كيف يمكن تعويض الشعور بالنقص؟

0 464

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الرائع، وأتمنى لكم التقدم.

لدي عدة أسئلة وآسفة على الإطالة مقدما:

أولا: أنا أشعر بأن شخصيتي ضعيفة نوعا ما، وأظن أن السبب هو نقص الحنان من جهة أمي، فأما والدي فهو غير مقصر، فأنا الآن أبلغ من العمر 17 سنة، فهل من الممكن تعويض هذا النقص؟ وكيف؟

ثانيا: من الأمور التي تنقص ثقتي بنفسي هي نحافتي، ففي يوم جربت التين والحليب المنقوع، وزدت 4 كيلو، والآن توقفت، فهل أعود إليه؟ علما بأن وزني 43، وطولي 163.

ثالثا: جسمي مختلط، يحوي لونين ( أسمر وأبيض)، فمثلا:
جزء من ساقي أو جهة منه لونها أبيض، وجهة لونها أسمر، وصدري أبيض، وبطني أسمر، وأعني بالأبيض والأسمر هو الاختلاف في اللون بدرجات قليلة، ولكن الأمر واضح، وهو محرج جدا.

رابعا: أعاني من رؤوس سوداء على أنفي، وهي ليست بالكثيرة، ولكن وجودها مزعج بالنسبة لي، ويشوه شكلي، وبالتالي أردت استخدام كريمات مما نصحتم بها للكثيرين، ولكن أصابني الخوف؛ لأنكم تحذرون بأنه يجب أخذها بإشراف الطبيب، وبالتالي، أريد استخدام الطريقة الآمنة، وهي إبرة الرؤوس، ولكن هناك مشكلة أيضا، وهي عدم معرفتي بالطريقة الصحيحة لاستخدامها، إذن السؤال هو:
أريد منكم تعليمي الطريقة الصحيحة في استخدامها.

خامسا وأخيرا: أريد اسم كريم طبي آمن يبيض الرقبة حتى لو كانت مدته طويلة، الأهم أن يكون آمنا وأرجو وضع أكثر من خيار.

وشكرا لكم جزيل الشكر، وأعانكم الله، ويسر أموركم، وجعلها في ميزان حسناتكم.

(من قلب المدينة المنورة)

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


الأخت الكريمة:

قد يكون هناك اختلاف خلقي في درجة اللون في بعض أماكن الجسم، ولكن إذا كانت هناك أماكن محددة، بها نشاط صبغي زائد نتيجة التعرض للشمس، أو وجود التهاب، أو حرق، أو مرض جلدي، ترك اختلافا في الصبغيات بعد الالتئام، فيمكنك في هذه الحالة استخدام أيا من الكريمات التالي ذكرها مرة واحدة مساء، ويوميا، لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين على حسب النتيجة، ويمكنك استعمال هذه الكريمات للرقبة أيضا، ولنفس المدة، وأفضل دائما أن يكون هناك إشراف طبي للتأكد من التشخيص، ومعرفة سبب المشكلة من خلال أخذ التاريخ المرضي، وفحص الجلد بعناية، ومن ثم وصف العلاج المناسب للمكان المناسب، وللمدة المثالية، ولشرح المحاذير المتعددة لكل نوع من أنواع كريمات التبييض:

• Hydroquinone 2% - 4%
• Arbutin 1%
• Glabridin 0.5% (licorice extract)
• Ascorbic acid or its derivative
• Niacinamide
• Azaleic acid 20%
• Kojic acid 1-4%
• Tretinoin
• Glycolic acid

وبالنسبة لإزالة الرؤوس السوداء من الأنف:

فلا بد في البداية من استخدام كريم من مشتقات فيتامين أ، مثل: التريتينوين، ويتم استعمال هذا الكريم بكمية قلية مرة واحدة مساء ويوميا لمدة عدة أشهر، وذلك لتنظيم تقرن الجلد، ومنع الانسدادات، وللتقليل من تسمك الطبقة السطحية من الجلد، وكذلك الدهون، ويمكن بعد فترة من استعماله إزالة الرؤوس السوداء، لأن إزالتها بعد فترة من استعمال الكريم المذكور سيكون أسهل، ومع الاستمرار في العلاج بالكريم، بعد ذلك ستقل فرصة رجوع الرؤوس السوداء مرة أخرى بشكل كبير.

كما ويمكن إزالة الرؤوس من خلال اللاصاقات التي تنزع، مع إتباع الإرشادات بعناية، ولا تستعمل مع الجلد الذي به التهاب، ويمكن أيضا إزالتها من خلال طبيب الجلد المتخصص، ولا أفضل أن تقومي بنفسك بإزالة الرؤوس السوداء بواسطة مستخرج الرؤوس السوداءcomedone extractor.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ محمد علام إستشاري الأمراض الجلدية، وتليها إجابة الدكتور/ مأمون مبيض إستشاري تربوي ونفسي.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

شكرا لك على الكتابة إلينا من مدينة الحبيب المصطفى، الذي كان رمز العطاء والحنان و"بالمؤمنين رؤوف رحيم".

وقد أجاب زملائي عن معظم أسئلتك الجلدية، ولكن بالنسبة للشق الأول في سؤالك عن ضعف الشخصية فأقول:

إننا كثيرا ما نكبر ونحن نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا، بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، أو أننا ضعاف الشخصية، أو ضعاف الثقة في أنفسنا، أو أننا شديدو الحساسية، وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس معنا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، وكما حصل معك، ربما من افتقاد حنان الأم، أو قد يقول الناس عنا مثلا أن عندنا خجلا، أو ترددا، أو حساسية، أو ضعفا في الشخصية.

هل تعرضت في طفولتك لحدث أو بعض الأحداث الصادمة، مما جعلك تشعرين بالحساسية بعض الشيء؟ وهل فقدان حنان الأم - كما ذكرت - يفقدك بعض هذا الشيء؟ وهل لهذا علاقة بما ورد في سؤالك عن أمورك البدنية الأخرى؟

ومهما كان السبب، فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل، وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار، ومفتاح سجنه بين يديه! والله تعالى يقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

لابد لك - أختي الكريمة - وقبل أي شيء آخر أن تبدئي "بحب" هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارسي عملك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها، وخاصة نمط الحياة، من التغذية، والنوم، والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي تقدري نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

ولهذا يقول لنا الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، فنحن مكرمون عند الله، وقد قال الله تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف، وكما يقال "فاقد الشيء لا يعطيه"، فكيف أعطي الآخرين ضرورة احترام نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها.

أقبلي على الدنيا بحماس ومحبة، ونفس الشيء على نفسك، فارعيها وأكرميها، والحبيب الذي قبره قريب منك يقول لنا: "إن لنفسك عليك حقا".

وفقك الله، ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات