أتناول السبراليكس لعلاج الرهاب وقمت بزيادة الجرعة من تلقاء نفسي، فما رأيكم؟

0 441

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الرهاب، وصرف لي الطبيب (سبراليكس 20 مج)، استعملت حبة لمدة شهرين ولم يتحسن، فقمت من تلقاء نفسي وزودت الجرعة إلى حبتين، حبة في الصباح وحبة في المساء! هل هذا الفعل صحيح أو لا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

دون أي لوم لك، أقول لك: إن زيادة الجرعة لتكون 40 مليجرام في اليوم هذا ليس أمرا صحيحا؛ لأن فعالية الدواء ليست مرتبطة بزيادة جرعته، كما أن الدواء له ما يعرف بالطيف العلاجي، الذي يعتمد على ما يسمى بالحيوية البيولوجية للدواء، والحيوية البيولوجية للسبرالكس هي في نطاق الـ 20 مليجرام تقريبا في اليوم، وفي الحالات القصوى يحتاج الإنسان إلى 30 مليجرام.

كما أن الدواء حين ترفع جرعته لا شك أن هناك أعراضا جانبية قد لا يستشعرها كل الناس، أو إن استشعرها يعطيها تفسيرات أخرى.

عموما هذه حقائق علمية لا بد أن تمتلكها -أخي الكريم- وفي نفس الوقت أقول لك بأن (السبرالكس) دواء سليم، فلا توجد خطورة من تناول 40 مليجرام، ولكنها ليست أمرا مستحسنا، والأمر الآخر دائما يفضل أن يبدأ الإنسان في تناول السبرالكس تدريجيا، الجرعة التمهيدية يجب أن تكون 5 مليجرام فقط يوميا، ثم ترفع بعد ذلك الجرعة إلى 10 مليجرام يوميا لمدة أسبوع أو أسبوعين مثلا، وهنالك من يطالب بأن تكون الجرعة بعد ذلك 15 مليجرام يوميا لمدة شهر مثلا، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام، هذه هي الجرعة العلاجية، وهذه يمكن الاستمرار عليها إلى 4 أو 5 أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام يوميا، وهي جرعة الوقاية والتي يستمر عليها الإنسان حسب تعليمات الطبيب.

أخي الفاضل: أنت الآن تتناول 40 مليجرام، وأنا أفضل أن تراجع طبيبك في هذا والأفضل والأتقن، ولكن إذا كان ذلك صعبا بالنسبة لك، فأقول لك: خفض الجرعة إلى 30 مليجرام يوميا، أي حبة ونصف من الحبة التي تحتوي على 20 مليجرام، تناول 20 مليجرام صباحا، و10 مليجرام مساء، لمدة أسبوعين، بعد ذلك خفض الجرعة إلى 20 مليجرام يوميا، وهذه الجرعة صحيحة سليمة استمر عليها لمدة 3 أو 4 أشهر مثلا، ويمكن أن تدعم السبرالكس بعقار بسيط جدا يعرف باسم فلوناكسول -واسمه العلمي فلوبنتكسول- بجرعة نصف مليجرام أي حبة يوميا لمدة شهرين أو ثلاثة، قطعا بإذن الله تعالى سوف يأتيك هذا بفائدة عظيمة؛ لأن هذا الدواء بالفعل مزيل للقلق، والرهاب أصله قلق، والفلوناكسول يدعم فعالية السبرالكس.

الأمر الثاني: والذي أراه مهما وهو أن تعتمد على العلاجات السلوكية أيضا، وفي مجملها فيما يخص الرهاب وتقوم هذه العلاجات السلوكية على تحقير الخوف، وتصحح المفاهيم وهو أن الأعراض التي تأتيك عند المواجهة من توتر داخلي وتسارع ضربات القلب، والتلعثم والتعرق هي أعراض مبالغ فيها، وليست بنفس الشدة التي تتصورها، وهي تجربة خاصة بك أنت، غير مكشوفة للآخرين، ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها.

لذا فلن تفقد السيطرة على الموقف حين تكون مواجهة، ويا أخي الكريم هناك أنواع من المواجهات الجيدة والسلسة، والتي تعالج الرهاب بصورة فاعلة، ومن هذه المواجهات ممارسة الرياضة الجماعية، ومشاركة الناس في مناسبتهم، والحرص على صلاة الجماعة، وأن يرتاد الإنسان دور حفظ القرآن، وأن يكون هناك نشاط اجتماعي وثقافي، وصلة الرحم، وبر الوالدين، وهذا كله علاج سلوكي مهم للإنسان، وكما أن ممارسة تمارين الاسترخاء فيها فائدة كبيرة جدا.

أخي الكريم، تطوير المهارات الاجتماعية مهم، فمثلا النظر في وجوه الناس حين تقابلهم وتسلم عيلهم، وأن تكون هاشا ومبتسما في المقابلات، وأن تكثر من القراءة والاطلاع حتى تكون حاذقا ومقتدرا في مناقشة الناس حين تلتقي معهم.

هذه كلها علاجات حرصت أن أذكرها لك؛ لأنها لا تقل فائدة عن الدواء، بل ربما تكون أفضل منه؛ لأن العلاجات السلوكية تمنع الانتكاسة حين يتوقف الإنسان عن الدواء.

بارك الله فيك ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات