السؤال
السلام عليكم
أنا متزوج، وعندي ثلاثة أطفال، مشكلتي الطفل الأول عمره 8 سنوات، يعاني من مشكلة، وهي عندما نواجهه بأي سؤال يسكت ويبدأ يتأتئ، ثم يتكلم، يعني عندما نسأله عن اسمه؟ يقول (أأأ) ثم يقول أحمد! وفي الليل يشد على أسنانه وهو نائم، وينخر بصوت في أسنانه.
هذه الحالة متكررة، وبعض الأحيان يستيقظ، وخصوصا عندما يريد الذهاب إلى الحمام أول مرة بعد نومه مباشرة، يستيقظ وهو خائف ويبكي، وبعدها يهدأ.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الذي يظهر لي أن ابنك قلق، والقلق يصيب الصغار كما يصيب الكبار، والطفل لا يعبر عن قلقه في صورة التحدث عن أعراضه، ولكن قد تظهر منه السلوكيات التي تشير إلى وجود هذا القلق.
هذا الابن – حفظه الله – وموضوع التأتأة البسيطة التي يعاني منها، قطعا ناتجة من القلق والتوتر، وحتى موضوع صوت الشد على الأسنان في الغالب يكون مرتبطا بقلق وتوتر، أو تكون الأحلام المزعجة لعبت دورا فيه.
هذا الطفل حين تناديه أرجو أن تحفزه، وذلك من خلال أن تبتسم في وجهه، أن تحتضنه، وحين يبدأ في التأتأة هنا زد من تحفيزك له، وقبله، وشيء من هذا القبيل، هذا يجهض تماما الحالة التوترية القلقية التي يعيشها الطفل.
من المهم أن تضع أنت ووالدة هذا الطفل برامج تحفيزية له، وأن يكون هنالك اتفاق فيما بينكما، لأن التنسيق بين الوالدين في مدخلات السلوك مهمة جدا، حتى تكون المخرجات سليمة، الجأ إلى التحفيز، الجأ إلى تشجيعه، وحين تكون هنالك أخطاء منه أو مبادرات سلبية يجب أن نكتفي فقط بالتوبيخ البسيط، مع التوجيه أو التجاهل التام.
ابننا هذا – حفظه الله – يحتاج أن نساعده إلى أن ينبي شخصيته، ويرفع من كفاءته النفسية، وذلك من خلال: أن نجعله (مثلا) يدبر شؤونه، ينظم غرفته وخزانة ملابسه، ويكون أيضا له دور في الرعاية والعناية بالإخوة الصغار.
أعطوه هذا الدور، وهذه الأشياء بالرغم من أنها بسيطة، لكنها قطعا عائدها التربوي كبير جدا على الأطفال، وعلى هذا الطفل على وجه الخصوص.
بالنسبة لموضوع الخوف والقلق عند الأطفال: يتطلب أيضا أن نحادث الطفل كثيرا دون أن نشير إليه أنه قلق، ودعوه أيضا إلى أن يمارس أي تمارين مع أقرانه – أقصد بذلك تمارين رياضية – ولا شك أن الطفل يرتاح، ويتفاعل إيجابيا مع من هم في سنه من الأطفال.
أعتقد أن هذه التوجيهات البسيطة لو نفذت وطبقت بدرجة معقولة سوف تساعد هذا الابن.
- بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.