السؤال
السلام عليكم
منذ أكثر من سنة عندي مشكلة كبيرة تجعلني أبكي كثيرا، وزاد هذا البكاء في الآونة الأخيرة لدرجة كبيرة جدا، لدرجة أني أبكي بطريقة شديدة جدا لمرتين أو أكثر يوميا.
سؤالي: هل يؤثر البكاء على النوم؟ فقد أصبحت أنام كثيرا جدا، ونومي ثقيل جدا، وأصبحت أشعر بالكسل، فثلاث هواتف غير كافية لإيقاظي وأحيانا 4 هواتف! رغم أن نومي كان خفيفا جدا، وأبسط شيء يقلقني قبل حالة الإكثار من البكاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
كثرة البكاء إن كانت تصاحبها أعراض حزن وكدر وعدم ارتياح، حتى ولو كانت من الدرجة البسيطة مع وجود التراخي والتكاسل، وقلة الطاقات النفسية والجسدية، ربما يكون مؤشرا على وجود درجة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب النفسي، وربما تكون هنالك أسباب أخرى، لكن أعتقد أن هذا هو السبب الافتراضي الرئيسي.
لا أريدك أن تنزعجي أبدا، حاولت أن أوضح لك الحقيقة، لأني أريدك أن تذهبي للطبيب، يمكن أن تذهبي إلى طبيب الأسرة والذي سوف يقوم بفحصك فحصا دقيقا، وتجرى لك الفحوصات المختبرية، والتي يجب أن تشمل معرفة نسبة قوة الدم لديك، وكذلك نسبة إفراز هرمون الغدة الدرقية، لأن حالات الأنيميا –أو فقر الدم–، وكذلك حالات ضعف إفراز الغدة الدرقية كثيرا ما تؤدي إلى حالة من الشعور بالتكاسل.
هذا هو الذي أنصحك به، أن تذهبي إلى الطبيب، وأن تجرى لك الفحوصات، -وإن شاء الله تعالى- تكون كلها سليمة، وإن كان هنالك نقص في هرمون الغدة الدرقية –مثلا- فسوف يتم إعطاؤك الدواء اللازم، وإذا كان هنالك نقص في فيتامين (ب 12) أو فيتامين (د) هذا أيضا يمكن تعويضه بسهولة، أما إذا كان هنالك فقر دم أو ضعف دم فهذا قطعا يحتاج منك لشيء من الجهد من أجل علاجه.
بالنسبة لسؤالك: هل يؤثر البكاء على النوم؟ ليس هنالك علاقة مباشرة، غير أن الاكتئاب النفسي في حوالي خمس إلى عشر بالمائة من الناس -كما ذكرت لك– قد يؤدي إلى زيادة في النوم، وكثرة البكاء نشاهدها أحيانا عند المكتئبين وعند الأشخاص الحساسين، فإذا وجدت علاقة تكون هي علاقة ارتباط ما بين العرضين –أي عرض البكاء المتكرر والنوم الثقيل-، وهذا الرابط يمثل أهمية التفكير في موضوع الاكتئاب النفسي البسيط، وهذا علاجه سهل جدا فأرجو أن تقدمي نفسك للطبيب، -وبإذن من الله تعالى- سوف تجدين الاهتمام اللازم، وتقدم لك الخدمة المطلوبة في حالتك.
هنالك إرشادات ونصائح عامة نحتم عليها في مثل حالتك، ومن هذه النصائح: ضرورة أن تكوني منضبطة جدا في إدارة وقتك، وأن تستفيدي من الوقت أقصى درجات الاستفادة، وبإمكانك أن تقومي بعمل الكثير فيما يخص الدراسة والمساعدة في أعمال البيت، الترفيه عن النفس، ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، النوم المبكر، هذا كله -إن شاء الله تعالى– سيفيدك كثيرا.
بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.