السؤال
زرت أحد المستشفيات لعلاج الخدر في اليدين والأصابع، فأعطاني دواء مسكنا، وكان الدواء عبارة عن كبسولات صفراء، والدواء ممتاز لأنه مسكن جيد.
راجعت نفس المستشفى، وكان الطبيب الثاني متدربا، فوصفت له الدواء -أي الكبسولات- ولم يعطني نفس الدواء وإنما أعطاني دواء آخر للأعصاب، وعندما سألت عن هذا الدواء، قال الصيدلاني: هذا دواء ممتاز للصرع والأعصاب. استعملته في أول الليل وعندما استيقظت صباحا شعرت بنعاس شديد ودوخة، ومن ذلك الوقت أصبت بطنين الأذن.
ما أسباب طنين الأذن؟ وهل يشفى الإنسان منه؟ وهل أدوية الصرع تسبب طنين الأذن؟ علما بأني لا أعاني من الصرع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تركية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
من أشهر أسباب الطنين:
وجود صماخ، أو شمع، يسد قناة الأذن الخارجية، وذلك يسهل التعامل معه بالغسيل أو الشفط لإزالته، فتزول الأعراض مباشرة ويختفي الطنين.
ومن الأسباب الشهيرة أيضا للطنين:
ارتفاع ضغط الدم، وبمجرد علاج الضغط وانتظامه يختفي الطنين.
ولكن هناك أسباب أخرى للطنين، ولكنها أقل حدوثا من السببين السابقين مثل:
وجود التهاب أو مشاكل بمفصل الفك مع قاع الجمجمة، أو تقلص بعضلات الفك.
وأحيانا يكون الطنين عرضا لأمراض بالأذن الوسطى مثل:
تصلب في عظمة الركاب، أو ترشح سوائل خلف طبلة الأذن، أو انسداد مزمن (بقناة استاكيوس)، أو أمراض بالأذن الداخلية مثل: مرض (مينير) أو الأورام السمعية، أو وجود ورم بقناة الأذن الداخلية.
وغالبا ما يكون الطنين مصحوبا بدوار أو ضعف في السمع، وذلك يحتاج لبعض الفحوصات مثل: عمل أشعة مقطعية، أو رنين مغناطيسي للتأكد من سلامة الأذن الداخلية.
معظم حالات الطنين لها علاقة بالتقدم في السن.
كما أن استخدام الأسبرين والكافيين بكثرة يسبب الطنين، كما أن فقر الدم، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والتعرض الدائم للأصوات المرتفعة مثل: ضجيج الآلات والماكينات يسبب الطنين.
وتوجد أسباب أخرى للطنين يصعب علاجها، كصوت مرور الدم في الأوعية الدموية القريبة من الأذن، مسببة الطنين النابض، وهو الطنين الناتج عن تغير تدفق الدم أو زيادة الاضطرابات الدموية بالقرب من الأذن مثل: (تصلب الشرايين، أو همهمة وريدية) ولكنها يمكن أيضا أن تنشأ بوصفها ظاهرة موضوعية من زيادة الوعي بتدفق الدم في الأذن، والذي لا يظهر جليا إلا وقت الهدوء والخلود إلى النوم.
والبعض الآخر لا يوجد له سبب واضح معلوم، وهذا النوع يكون علاجه صعبا إذ أنك لا تعرف سببه أصلا لتقوم بعلاجه، وهذا يحتاج للمرء أن يتعايش معه.
هناك الكثير من الأدوية التي تسبب الطنين:
فالأسبرين والأدوية التي تحتوي على الأسبرين تسبب طنينا عند بعض الأشخاص, كما يكون الطنين أحد التأثيرات الجانبية للأدوية المضادة للالتهاب غير (الاستيرويدية) مثل:
الفولتارين nonsteroidal anti-inflammatory drugs, كما قد تسبب أدوية مدرات البول الطنين مثل: الفيروسيميد furosemide.
وقد يكون الطنين بسبب هذه الأدوية قابل للتراجع، كما قد يكون دائم عند استخدام بعضها وخاصة عند استخدام العلاج الكيميائي السام للأذنototoxic chemotherapeutic agents مثل: مركبات البلاتين المختلفة.
وأيضا بعض أدوية الصرع والأعصاب مثل:
(ايبانوتين) قد تسبب الطنين ولكن؛ لا بد من استخدام تلك الأدوية لفترة طويلة حتى تسبب الطنين.
أما عن العلاج:
- بالرغم من أن الطنين ليس مرضا جراحيا، إلا أن الطنين الناتج عن مرض بالأذن يستجيب عادة لعلاج هذا المرض بالجراحة وتشمل هذه الحالات ((الورم الكبي, ورتج الجيب السيني, والتشوهات الشريانية الوريدية, وفقدان السمع التوصيلي)).
- عند إزالة الأورام السمعية acoustic tumors بالجراحة، فإن 50% من حالات الطنين تتحسن، بينما تظل 50% من الحالات دون تحسن.
أما التوسعات الشريانية aneurysms تعالج بالجراحة.
- عند وجود همهمة وريدية، يكون العلاج من خلال المشورة الطبية والطمأنة, وقد تشفى الأعراض عند ربط الوريد أو التشوهات الشريانية الوريدية.
وعلاج مرض (مينير) يساعد في شفاء الطنين.
- التدخل الجراحي في حالات تحويلة (اللمف الجواني)endolymphatic shunt, وقطع العصب, واستئصال التيه labyrinthectomy, وحقن مضادات حيوية سامة للأذن تسبب راحة عند 40–80% من المرضى, وإعطاء (الجنتاميسين) gentamicin، أو (الكورتيكوستيرويد) corticosteroid يسبب ارتياحا مؤقتا أو دائما عند المرضى.
-التنبيه الكهربي electrical stimulation للأذن الداخلية يسبب ارتياحا عند نحو 80% من المرضى.
- الارتجاع البيولوجي biofeedback والذي يهدف إلى التقليل من الضغوط والقلق (ويتعلم فيه المريض أن يسترخي من ضغوط الحياة في جلسات أسبوعية على مدى شهور) يحدث تحسن.
- يحتاج المريض للاطمئنان إلى أن الطنين ليس بسبب سرطان أو ورم خبيث بالمخ, ويتم ذلك من خلال المشورات الطبية والطمأنة.
- يحتاج مريض الطنين للشعور أنه ليس وحده، ويمكن معالجة هذا الشعور من خلال مجموعات الدعم, والمشاركة في جلسات جماعية يقدم فيها النصائح الطبية.
- العلاج الطبي للاكتئاب يستفيد منه نحو 80% من المرضى، ويمكن فيه استخدام مضادات الاكتئاب مثل:
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية select.ive serotonin reuptake inhibitors.
- يتحسن نحو 50% من مرضى الطنين عند تصحيح فقدان السمع باستخدام سماعات الأذن.
- استخدام مستحضر (جنكو بيلوبا) Ginkgo biloba، الذي يحسن من تدفق الدم بالمخ، ويعمل كمضاد قوي للأكسدة، يحسن من الطنين، ويكون التحسن ملحوظا بعد 12 أسبوع من بداية استعمال المستحضر, ويجب فحص الدم عند استعماله أكثر من 4 أسابيع وذلك لتأثيره على تجمع الصفيحات الدموية.
- التقليل من استخدام الأسبرين أو استبداله بأي بديل آخر، وكذا التقليل من الكافيين.
- نحو 50% من مرضى الطنين يتحسنون عند تناول مستحضر (النياسين) Niacin.
- يتحسن بعض مرضى الطنين عند تناول علاج من الفيتامينات ومضادات الأكسدة.
- بعض مرضى الطنين يذكرون أنهم قد حدث لهم تحسن مع العلاج بالوخز الإبري acupuncture.
- استخدام حاجب سمعي أو قناع (masker) وهو أداة تشبه سماعة الأذن، تولد أصواتا دون نغم، وتحجب الطنين.
- وغالبا ما تزيد حدة الطنين وقت الخلود إلى النوم، ويمكننا التعامل مع هذا الأمر والتقليل من شأنه بأن تضعي بجوارك راديو أو مسجل وتشغليه على القرآن قبل نومك فيقل إحساسك بهذا الطنين.
والله الموفق.