السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي طفل في الثالثة والنصف من عمره، يستيقظ من نومه عند الفجر أو الساعة الثالثة ليلا ويصرخ بقوة ويبكي، وعندما أحاول ضمه لي يبعدني عنه، وأحيانا يخرج من الغرفة أو ينام على الأرض ويبكي لفترة، أحاول سؤاله فلا يستجيب لي، مجرد صراخ، وبعد محاولات عصيبة يهدأ وكأن شيئا لم يكن، وعند سؤاله: ما بك؟ لماذا كنت تصرخ؟ لا يجيب، أنا قلقة عليه.
علما أنه يعاني الإمساك، وكنت في بداية الأمر أصرخ عليه وأضربه خاصة إذا عاندني، والآن لا أدري ماذا أفعل، أحيانا يؤلمني عجزي فتخنقني عبرتي، أفيدوني بحالته، وهل الأمر خطير؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء.
هذا الابن حصل له نوع من التطبع في أنه يستيقظ ويصرخ في الوقت الذي ذكرته، وهذا الطفل غالبا يكون من النوع القلق، وربما تأتيه بعض الأحلام المزعجة التي تجعله يستيقظ، ومن ثم يبدأ في الصراخ، والطفل حين يكون منفعلا انفعالا سلبيا ينفر حتى من أمه.
الذي أراه -أيتها الفاضلة الكريمة– أن تذهبي بطفلك إلى أخصائي الأطفال، ليقوم بفحصه للتأكد من سلامته الجسدية والعضوية، وما دام أنه يعاني من إمساك، هذا أيضا أمر يجب أن يتم علاجه، وربما تكون هنالك فحوصات مطلوبة، وهذه الفحوصات معروفة لدى أطباء الأطفال، فالإمساك في الأطفال أمر غير معتاد، وإذا حدث لابد أن يبحث في السبب الطبي إن وجد، وموضوع الصراخ أيضا ربما تكون له علاقة بهذا الإمساك، فالطفل حين يكون غير مرتاح جسديا مع وجود عوامل أخرى كالقلق والخوف وغيره، هذا كله يجعله غير مرتاح، وربما يصرخ ويبكي في أوقات غير مناسبة كما ذكرت.
حاولي -أيتها الفاضلة الكريمة– في أثناء النهار وعندما يكون هذا الطفل في حالة اليقظة، حاولي أن تلاعبيه وأن تحببيه إليك، وأن تعامليه بشيء من التحفيز الذي يجعله مطمئنا، لا شك أن موضوع الضرب مخل جدا بصحة الطفل النفسية، فأعتقد أنك -بإذن الله تعالى– لن تقومي بضربه مرة أخرى، إنما اسعي دائما لتجاهل تصرفاته السلبية، وتحفيزه على التصرفات الإيجابية.
وأرجو أيضا أن تتاح لهذا الطفل اللعب مع الأطفال من عمره، فالطفل يستفيد من ذلك كثيرا، ويحس بالأمن والطمأنينة، كما أن الألعاب ذات القيمة التعليمية لا شك أنها مفيدة، وأقول لك: حاولي دائما أن تحصني طفلك، هذا نراه أمرا مهما، وكثيرا ما نجهله نحن كآباء وأمهات أو ننساه أو نتناساه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لابنك الشفاء والعافية.