السؤال
السلام عليكم
أنا حامل في الأسبوع الثلاثين، وأعاني من بضعة أسابيع من حكة في كامل جسمي تؤرقني، وقد تؤدي كثرة الحك لنزول الدم، استشرت طبيبتي فطلبت مني فحوصات لأنزيمات الكبد (sgot sgpt gamma.gt bilirubin) وكانت النتائج طبيعية، فطلبت مني استشارة طبيب أمراض جلدية، شخص الحالة على أنها حساسية حمل، ووصفت لي إبرة triacort، ولم تعط أي نتيجة، واستمرت الحالة كما هي، حتى أني أعدت الفحوصات إضافة لـ alkaline ldh fibronogen، والنتائج طبيعية، عدت واتصلت بطبيبتي فقالت: حتى بوجود فحوصات طبيعية فإننا نتخوف من وجود حالة obstetric cholestasis، أو ما يعرف بالعامية بفوشة الكبد، فوصفت لي ursofalk ووجدت بعض التحسن.
سؤالي: هل من الطبيعي أن يتم تشخيص حالتي هكذا بوجود نتائج فحوصات طبيعية، وفقط لوجود حكة شديدة؟ أو هل هناك سبب للحكة الشديدة لدى الحامل غير هذا المرض؟ وإن لم يكن هذا التشخيص الصحيح، هل من ضرر للدواء الذي أتناوله؟
مع الشكر الجزيل لحضرتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ riro حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتفهم حيرتك -يا عزيزتي- وسؤالك جيد وفي مكانه، ويدل على أنك قد أصبحت ملمة بكثير من المعلومات حول حالتك، وكرد مباشر على سؤالك أقول لك: نعم قد يحدث أحيانا أن تكون الحكة هي العرض الوحيد الموجود في حالة (obstetric cholestasis) والتسمية العربية الطبية لها هي (الركودة الصفراوية الحملية) وهذا سببه أن الحكة في هذا المرض تسبق التغيرات المخبرية ببضعة أسابيع، أي يتأخر ظهور الارتفاع في الأملاح الصفراوية في الدم، كما قد يبقى تحليل وظائف الكبد وأنزيماته ضمن الحدود الطبيعية في بداية المرض، لذلك يجب الانتباه والحذر، فالتشخيص النهائي والمؤكد لا يتم إلا بعد إعادة التحاليل المخبرية ثانية، لكن بعد فاصل زمني كاف على التحاليل الأولى، وأهم تحليل يجب عمله هو تحليل الأملاح الصفراوية في الدم.
هنالك بعض العلامات التي يجب الانتباه لها لأنها تساعد في التشخيص في هذه الحالة أهمها:
- إن كانت الحكة موضعها في البطن أكثر شيء، وخفيفة أو غائبة في بقية أنحاء الجسم، ولا تصيب راحة اليدين وأخمص القدمين بالذات، فهنا تميل الكفة إلى أن تكون الحالة هي عبارة عن (حساسية الحمل)، أما إن كانت الحكة تصيب كل الجسم، والمهم أنها تصيب راحة اليدين وأخمص القدمين، فالأرجح هنا أن يكون التشخيص هو (الركودة الصفراوية).
- إن عدم الاستجابة على إبرة الكورتيزون يرجح بأن الحالة ليست (حساسية الحمل )، بينما الاستجابة على دواء ursofalk يرجح بأن الحالة هي (ركودة صفراوية).
- إن التشخيص النهائي لا يتم إلا بعد عمل تحليل للأملاح الصفراوية في الدم (bile test) كما سبق وذكرت، فإن كانت مرتفعة فهذا يعني بأن الحالة هي ركودة صفراوية حملية، ولكون هذا التحليل قد يتأخر بالظهور لبضعة أسابيع، فما أنصح به الآن هو الانتظار أسبوعا آخر ثم إعادة التحاليل ثانية، ويجب أن تتضمن بشكل أساسي ما يلي: (LFT-TOTAL BILE ACI D).
إن تبين وجود ارتفاع في الأملاح الصفراوية، فهذا وحده يكفي لتشخيص الركودة الصفراوية حتى لو كانت وظائف الكبد طبيعية، وهنا يجب الانتباه، فإن كانت بقيمة 11 أو أكثر فيجب أن تتم الولادة عند نضج رئتي الجنين، أي عندما يصل عمر الحمل 37 أسبوعا، ويجب عدم تأخيرها إلى ما بعد هذا الوقت.
أحب أن أطمئنك بأن دواء (ursofalk) هو دواء آمن في الحمل، وهو من أفضل الأدوية التي تعطى في مثل هذه الحالة، فهو لا يؤثر على الجنين -بإذن الله تعالى-، ولذلك إن شعرت بتحسن عند تناوله فنصيحتي لك هي بالاستمرار في تناوله حتى لو بقي التشخيص غير مؤكد.
إن الركودة الصفراوية الحملية هي حالة غير معروفة السبب بشكل مؤكد، لكن يعتقد بأن سببها هو ارتفاع هرمونات الحمل، حيث يؤدي الارتفاع إلى اضطراب في طرح الأملاح الصفراوية، فتحدث فيها ركودة في الكبد وتتجمع في كل أنحاء الجسم، وهي حالة لا تسبب أي أذية للأم لكنها قد تسبب بعض المشاكل في الجنين إن لم تعالج، منها: نقص في النمو، وحدوث نزوف -لا قدر الله -.
نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير.