السؤال
السلام عليكم
نحن في نهاية السنة، وها هي ذي الامتحانات النهائية قد اقتربت، ومع قربها نزداد قلقا وتوترا، ونشعر بفقد طاقتنا وتركيزنا؛ خوفا من يوم الامتحان، ولا نعرف كيف ننظم أوقاتنا، ومشتتين بين الأكل والنوم والمراجعة، والضغوطات تزداد علينا من كل الجوانب، فما هي توجيهاتكم وإرشاداتكم في مثل هذه الأيام؟ وما هو الغذاء الصحي المتوازي لتمكيننا من اجتياز هذه الفترة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنصار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والدعاء لنا، فهذا مما يزيدنا حماسا للعمل ومساعدة الآخرين.
ما تسألين عنه أمر شائع بين الطلاب، وبالذات وقت الاختبارات، حيث دوما يسأل الواحد منهم مثل هذه الأسئلة سعيا منه دوما لتحسين الأداء، ورفع جودة العمل، وفي الواقع ليس هناك من طريقة واحدة تناسب كل الطلاب، فظروف كل شخص تختلف عن الآخرين، والأعمال والمسؤوليات مختلفة، والوقت المتاح أيضا مختلف، وما يناسب شخصا ليس بالضرورة يناسب كل الأشخاص، ولكن ربما هناك بعض الملاحظات العامة، والتي تفيد الجميع، ومنها على سبيل المثال:
- لا تستقلي قيمة أي وقت مهما قصرت مدته، فأحيانا في الربع ساعة والنصف ساعة يمكن أن تحقق ما هو بقيمة ساعة أو ساعتين.
- استفيدي مما يسمى "نوافذ الوقت" وهي الفترات الصغيرة بين عمل وآخر، فمثلا وقت الفراغ بين نشاط وآخر، فهذه الأوقات القصيرة يصبح مجموعها الوقت الطويل من خلال الزمن.
- إذا كنت من النوع الصباحي، أي أنك أنشط ما تكونين في فترة الصباح، فاستغلي وقت الصباح في الأعمال التي تتطلب جهدا ذهنيا، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها) أي فترة الصباح الباكر، وإذا كنت من النوع المسائي فاستفيدي أيضا من هذه الساعات في المساء بالشكل المناسب.
- يمكن أن تجعلي من بعض المسؤوليات والأعمال الأخرى كمساعدة والدتك في أوقات "استراحتك" بين عمل وآخر، وخاصة فيما يتعلق بالدراسة، فبين الجلسة والأخرى اذهبي وقومي بعمل منزلي بسيط تريحين به ذهنك من خلال القيام به، ويسعد والدتك أيضا.
- حاولي أن تحدي قدر الإمكان من مضيعات الوقت، كالزيارات الاجتماعية المطولة جدا، واقتصري على أقصر هذه الأنشطة، وخففي منها الآن في أوقات الاختبارات.
- حاولي أن تجمعي بين عملين معا، فيمكنك مثلا أن تراجعي حفظ بعض النصوص أو غيرها مما تريدين حفظه، وأنت تقومين بعمل آخر: كارتداء الملابس، أو العمل في إعداد الطعام، أو الذهاب في الباص.
لا بد أن تعطي فرض الواقع حقه، ففي وقت الصلاة أفضل ما تقومين به هو الصلاة، ووقت الدراسة للاختبار هو هذا، وهكذا.
بالنسبة لسؤالك عن الغذاء الصحي المتوازن، فأفضل طعام تتناولينه الآن في وقت الامتحانات وفي كل الأوقات: هو طبخ أمك، والطعام الجزائري بشكل عام طيب ومتوازن، وتذكري أن تشكري أمك على هذا الطعام اللذيذ.
وفقك الله، ويسر لك الامتحانات، وجعلك من المتفوقين.