أعاني من الرهاب الاجتماعي مع الاكتئاب.. أرشدوني إلى العلاج الأفضل؟

0 404

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي: قديمة جدا منذ 17 سنة -أي منذ زواجي وقبل زواجي أيضا- حيث كانت هناك مشاكل بين أبي وأمي، وزواج أبي من أخرى؛ مما ترك الأمر لأخي الكبير لتحمل مسؤوليتنا، وكان شديدا جدا معي لدرجة أني ممنوعة حتى من الرد على الهاتف أو الخروج ..الخ، فكنت أصبر نفسي: بعدما أتزوج سأكون سعيدة.

تزوجت، وكان زوجي مدللا جدا عند أمه لدرجة خيالية؛ حيث أتى بعد عدة بنات، فوجدته إنسانا أنانيا، ولا يتحمل المسؤولية، ولا يفكر إلا بنفسه، فالسفر والتنزه له فقط، وإذا طلبت منه الخروج معه يتعذر بأنه تعبان أو مرهق أو أو أو..

ومع الأيام اكتشفت أن أي طلب أطلبه يقابله رفض من زوجي، أصبت بالإحباط وخيبة الأمل، ووصلت مرحلة التفكير بالانتحار، كرهت حياتي فلا أجد فيها شيئا يجعلني أتمسك بها سوى أولادي، انعزلت عن الناس وأصبحت أشتاق إلى الضحك أو الابتسامة.

أشارت علي أختي أن أذهب إلى دكتور نفسي، ذهبت دون علم زوجي عندما كان مسافرا، ووصف لي أكثر من دواء على مدى سنة إلى الآن، وأخيرا وصف لي (سيمبالتا) بجرعة 120 أحسست بتحسن، أستخدمه منذ 6 أشهر، أحسست بتحسن ولكن ليس ما أطمح إليه.

قرأت عن (السيروكسات) و(البروزاك) و(الاوروكس) فوددت أن أضيفها لدوائي؛ ولكن لا أعلم كيف الطريقة، وخائفة من الخلط، فأرجو مساعدتي؛ لأنني أعاني الرهاب الاجتماعي مع الاكتئاب، وأتمنى الحصول على السعادة، فلست صغيرة لقد مللت الحزن والعصبية.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا أريدك أن ترفعي درجة استبصارك بالأشياء الإيجابية في حياتك، أعتقد أن الظلمة أو الضبابية والشعور السلبي والتفكير السلبي الذي يسيطر عليك؛ سببه أنك لم تتدبري ولم تتأملي في الإيجابيات الطبية في حياتك، وهي كثيرة جدا.

جعلت السلبيات فقط هي التي تسيطر عليك، وذلك من خلال التعميم، يعني إذا كانت هنالك صعوبات مع الزوج هذا طغى على كل حياتك، وهذا الزوج لا بد أن تكون له صفات إيجابية، لكن التعميم جعلك تنظرين إلى ما هو سلبي؛ مما صرف انتباهك أيضا عن إصلاح الأمور؛ لأنك -أيتها الفاضلة الكريمة– مكلفة ومطلوب منك أن تلعبي دورا إيجابيا في حياتك الأسرية، مهما كانت التضحيات، مهما كان الطرف الآخر مليئا بالعيوب، لكن الزوجة الفطنة هي التي تحافظ على زواجها، وتسعد نفسها وزوجها وأولادها مهما كانت الظروف، وهذا ليس بالمستحيل وليس بالصعب أبدا.

فكوني في الجانب الإيجابي من الحياة، لا تضعي نفسك في الشق السلبي، هذا مهم وضروري جدا، وسوفي يساعدك -إن شاء الله تعالى– كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت تتناولين (السيمبالتا) بجرعة مائة وعشرين مليجراما، وهذه جرعة قصوى، حقيقة لا أنصح بزيادتها أو إضافة أي دواء لها؛ لأن الأمر سوف يخرج من طيف ونطاق السلامة، كما أن الخلط بين الأدوية لا نعتبره أمرا مفضلا، المدارس العلمية الرصينة التي تقوم على الدليل القاطع والبرهان؛ تفضل وتحبذ استعمال دواء واحد أو دواءين على الأكثر في مثل هذه الحالات، مع الالتزام التام بأن لا نخرج أبدا من الطيف العلاجي السليم.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: لا أنصحك أبدا بتناول أي من الأدوية التي ذكرتها وهي (الزيروكسات) و(البروزاك) و(الأوروكس)، هي كلها أدوية طيبة، وكلها أدوية ممتازة، لكن يجب أن تستعمل وحدها، ليست كإضافة (للسيمبالتا)، والذي أنصحك به في هذا الخصوص –ما دمت ترين هذا الأخير لم يفدك كثيرا– أن تذهبي إلى الطبيب، ويمكن أن يتم سحب تدريجي له، بمعنى أن ينقص ثلاثين مليجراما كل أسبوع مثلا، وحين تصل الجرعة إلى ستين مليجراما هنا يمكن إدخال عقار زيروكسات مثلا، لا بأس به أبدا، دواء جيد، وإن كان قد يؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان، وبعد ذلك تستمرين في تخفيض جرعة (السيمبالتا) وترفع جرعة (الزيروكسات) التي يجب ألا تتعدى ثلاث حبات في اليوم.

هذه هي الطريقة السليمة والفاعلة، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات