السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أنني أعاني منذ نحو سنتين من دوخة ودوار، يأتيني على شكل خفة رأس من الخلف، وهذه الدوخة قد تغيب عني لمدة ثم تعود للرجوع، فقد يمر أسبوعان ولا تأتي، ثم تأتي لمدة يومين أو ثلاثة ثم تنقطع، كما أنني لاحظت أن الدوخة تكون تقريبا في المساء فقط، كما أشعر معها بخدر خفيف على الخد الأيسر أحيانا، وأحيانا الأيمن، وأحس بحكة في فروة الرأس، وأحيانا وخز خفيف في فروة الرأس.
أحيطكم علما أنني لا أرى جيدا، ولا أستخدم النظارات، ومشكلتي الثانية هي أنني عندما أخلد إلى النوم أسمع طنينا في الأذن، وأحيانا أسمع دقات قلبي في أذني، وذلك حتى بدون الدوخة، أي أن الدوخة لم تأتني في ذلك اليوم.
أيضا عندما أضغط على أذني اليسرى بفكي بطريقة معينة يشتد الطنين، وعندما أحرك أذني أحس بأنها نوعا ما متلاصقة، وعندما ذهبت إلى طبيب الأذن قال لي: عندك انسداد في قناة ما بين الأذن والأنف، ولم يفدني دواؤه.
استسمحكم على الاطالة، ولكني تعبت كثيرا من هذه الدوخة، فما الحل؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الأسباب الشهيرة للطنين ارتفاع ضغط الدم، ووجود شمع يسد قناة الأذن الخارجية، وبمجرد علاج الضغط وانتظامه أو تنظيف الشمع وإزالته، يختفي الطنين، لكن هناك أسباب أخرى للطنين، ولكنها أقل حدوثا من السببين السابقين، مثل وجود التهاب أو مشاكل بمفصل الفك مع قاع الجمجمة، أو تقلص بعضلات الفك، وهذا غالبا ما يحدث معك من زيادة الطنين عند الضغط على الفك بطريقة معينة.
أحيانا يكون الطنين عرضا لأمراض بالأذن الوسطى، مثل: تصلب في عظمة الركاب، أو ترشح سوائل خلف طبلة الأذن، أو انسداد مزمن بقناة استاكيوس -وهي القناة الواصلة من نهاية الأنف وحتى الأذن الوسطى لتعادل الضغط على جانبي الطبلة- أو أمراض بالأذن الداخلية مثل: مرض (منيير) أو الأورام السمعية، أو وجود ورم بقناة الأذن الداخلية.
غالبا ما يكون الطنين مصحوبا بدوار أو ضعف في السمع، وذلك يحتاج لبعض الفحوصات، مثل: عمل أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي، للتأكد من سلامة الأذن الداخلية، ومعظم حالات الطنين لها علاقة بالتقدم في السن، كما أن استخدام الأسبرين والكافيين بكثرة يسبب الطنين، كما أن فقر الدم، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والتعرض الدائم للأصوات المرتفعة، مثل ضجيج الآلات والماكينات يسبب الطنين.
توجد أسباب أخرى للطنين يصعب علاجها، كصوت مرور الدم في الأوعية الدموية القريبة من الأذن، مسببة الطنين النابض، وهو الطنين الناتج عن تغير تدفق الدم أو زيادة الاضطرابات الدموية، بالقرب من الأذن، مثل: تصلب الشرايين أو همهمة وريدية، والذي لا يظهر جليا إلا وقت الهدوء والخلود إلى النوم.
البعض الآخر لا يوجد له سبب واضح معلوم، وهذا النوع يكون علاجه صعبا، إذ أنك لا تعرف سببه أصلا لتقوم بعلاجه، وهذا يحتاج للمرء أن يتعايش معه.
هناك الكثير من الأدوية التي تسبب الطنين، فالأسبرين والأدوية التي تحتوي على الأسبرين تسبب طنينا عند بعض الأشخاص, كما يكون الطنين أحد التأثيرات الجانبية للأدوية المضادة للالتهاب غير الاستيرويدية، مثل: الفولتارين، أما عن العلاج:
- يجب عمل أشعة سواء رنين مغناطيسي أو أشعة مقطعية على عظام الصدغ، للتأكد أنه لا يوجد أي أورام بالأذن أو قاع الجمجمة يسبب ذلك الدوار والطنين.
- التقليل من استخدام الأسبرين أو استبداله بأي بديل آخر، وكذا التقليل من الكافيين.
- نحو 50% من مرضى الطنين يتحسنون عند تناول مستحضر النياسين Niacin.
- يتحسن بعض مرضى الطنين عند تناول علاج من الفيتامينات، ومضادات الأكسدة.
- بعض مرضى الطنين يذكرون أنه قد حدث لهم تحسن مع العلاج بالوخز الإبري acupuncture.
- استخدام حاجب سمعي أو قناع (masker) وهو أداة تشبه سماعة الأذن تولد أصواتا دون نغم وتحجب الطنين.
- غالبا ما تزيد حدة الطنين وقت الخلود إلى النوم، ويمكننا التعامل مع هذا الأمر والتقليل من شأنه بأن تضع بجوارك راديو أو مسجلا وتشغيله على القرآن قبل نومك، فيقل إحساسك بهذا الطنين.
أما عن الدوخة والدوار الذى يتكرر عليك من وقت لآخر: فإذا ثبت بالرنين المغناطيسي عدم وجود أي أسباب لذلك الدوار والطنين بقاع الجمجمة أو الأذن الداخلية، فيكون الدوار بسبب بعض التهابات الأذن الداخلية، ويمكنك تناول حبوب بيتاسيرك 16 مج 3 مرات يوميا لمدة شهر.
أما عن الحكة بفروة الرأس فقد يكون هناك بعض القشر في شعرك، فاستخدم شامبو سيلسنبلو أو أي شامبو لعلاج القشرة، وأما عن التنميل والخدر الذي تجده على الخد -سواء الأيمن أو الأيسر- فلو استمر معك بصورة تقلقك فلا تتردد في مراجعة اختصاصي الأعصاب.
والله الموفق.