تعب شديد ورغبة بالنوم وخوف من البقاء وحيدة

0 37

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من التعب الشديد والإرهاق الدائم، والرغبة بالنوم، والخوف من البقاء وحيدة، ويهيأ لي أن هناك أشياء ستخرج لي، فأخذني أبي إلى شيخ ليعمل لي الرقية الشرعية لكني لم أطمئن له، وذكر أنه سيعطينا بخورا لنبخر البيت ليطرد كل ما هو سيئ منها، وجلب أبي البخور وبخر البيت، لكني أشعر أن كل ما فعلناه كان خطأ، والأولى أن أرقي نفسي بنفسي، هل فعل هذا خطأ؟ وما حكم استخدام البخور؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

سأجيب على استشارتك من حيث الجانب النفسي، أما الجانب الشرعي، فسوف يقوم أحد المشايخ بالإجابة عليه.

أعراض التعب الشديد والإرهاق والرغبة في النوم والخوف من البقاء وحدك، هذا قد يكون عرضا من أعراض الاكتئاب القلقي، فالاكتئاب القلقي في بعض صوره غير المعروفة كثيرا، يظهر في شكل إرهاق دائم وتعب، ورغبة شديدة في النوم، بعكس الاكتئاب الشائع الذي يحس صاحبه دائما بأنه في حاجة إلى النوم ولكنه لا يستطيع أن ينام.

وهذه الحالة -أيتها الفاضلة الكريمة– لا شك أن الرقية الشرعية مطلوبة، والإنسان يمكن أن يرقي نفسه بنفسه، لكن في ذات الوقت عليك أن تقومي ببعض الإجراءات الفحصية الطبية، اذهبي وقابلي الطبيبة –الطبيبة الباطنية أو الطبيبة العامة– من أجل أن تجري لك فحص الدم العمومي، والتأكد من الهرمونات –خاصة هرمون الغدة الدرقية–، وأي فحص آخر تراه ضروريا.

بعد نتائج الفحوصات –وإن شاء الله تعالى- كلها سليمة، بعد ذلك حاولي أن تمارسي شيئا من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وحاولي أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تتخلصي تماما من الأفكار المتعلقة بالسحر والعين وما شابه ذلك، وعليك أن تكوني أكثر عزيمة وإصرارا وتوكلا على الله تعالى، واحرصي على صلواتك وأذكارك وتلاوة القرآن، واعلمي دائما أن الله تعالى خير حافظ.

إذن كل المطلوب هو هذا التفكير الإيجابي، وكذلك الاجتهاد في أن تكون لك أنشطة يومية، وأن ترتبي غذاءك بصورة جيدة، ونتائج الفحوصات -كما ذكرت لك– مهمة وضرورية، وقطعا إذا ظهر فيها أي شيء سوف تقوم الطبيبة بإجراء اللازم حيالك، ولا أعتقد أنك في هذه المرحلة في حاجة لأدوية مضادة للاكتئاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

**********************************
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول- الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.

**********************************
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية من كل مكروه.

أصبت -أيتها البنت الكريمة- حين أدركت أن ما فعلتموه من الذهاب إلى هذا الرجل خطأ، فإن ظاهر حاله حسب ما أمركم به من جلب الأبخرة والتبخر بها، ظاهر حاله أنه ليس ممن يلتزم السنة في الرقية، واستعمال البخور للرقية علامة على شعوذة صاحبه، ومن ثم فإننا ننصحك بالإعراض عن هذا الرجل، واعلمي أن من هدي النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه كان يعلم المصاب أن يرقي نفسه بنفسه، فإن الرقية من جملة الدعاء، ومما لا شك فيه أن الدعاء أقرب للإجابة إذا صدر من قلب مقبل على الله تعالى، متعلق به، راج لإحسانه، وقلب صاحب المصيبة عادة ما يكون أكثر اتصافا بهذه الصفات من غيره، ومن ثم فدعاؤك لنفسك أنفع من دعاء غيرك لك، فحاولي أن ترقي نفسك بنفسك، والرقية أمرها هين، اقرئي على نفسك كتاب الله تعالى وما تيسر منه، وأعظمه آية الكرسي وسورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وما شئت، وأكثري من قراءة سورة البقرة، فإنها لا تستطيعها البطلة –أي السحرة– كما جاء في الحديث.

خير ما نوصيك به -أيتها البنت الكريمة-: الإكثار من ذكر الله تعالى، فإنه حصن حصين، والإكثار من استغفاره، والمحافظة على الصلوات والتطهر، فإنه مما يدفع عنك أذى الشياطين، وإذا استعنت بأهل الرقية المعروفين بالصلاح والاستقامة والعمل بالسنة في ظاهر أحوالهم، فذاك أمر جائز لا حرج فيه، أما الذهاب إلى المشعوذين والدجالين ونحوهم فإنه لا يزيد الإنسان إلا وهنا إلى وهنه، وسوءا إلى السوء الذي فيه، فإنه بذلك يفسد دينه كما أفسدت الأمراض حياته ودنياه.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يذهب عنك كل سوء، وأن يعجل لك بالشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات