فارق السن وتأثيره على الحياة الزوجية

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما ما يجذبني الرجال فوق 40 سنة، حيث لا أشعر بالأمان تجاه من يتقدم لي من الشباب -الشباب عموما- وعلمت أن ذلك بسبب سوء معاملة أبي، وأنني أفتقد حنان الأب.

كيف أتخلص من هذه المشكلة؟ فأنا لا أريد الزواج من رجل فوق 40 سنة، لمجرد أنني أحبه حبا مرضيا؟ وفرضا أنني تزوجت من هذه الفئة العمرية، سيكون الفارق في السن ما بين 10 إلى 15 سنة، هل ذلك يسبب مشكلات في الحياة الزوجية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال، ويسعدنا أن نبين لك أن الحب لا يعرف الأعمار، وأن العبرة في الرجل ليس في عمره، ولكن العبرة في أن يكون صاحب دين، وصاحب خلق، وصاحب مسؤولية، وصاحب رعاية، وناجحا اجتماعيا، ومتفهما لأهداف وأسرار ومعاني الحياة الزوجية، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الذي يسعدك، ونتمنى أن تفوزي بشاب يكون في سن مناسبة ومتقاربة معك، فإن هذا أيضا مطلب، وأرجو ألا تدوري حول الوساوس السالبة.

إذا كان الوالد قد قصر في التعامل فتذكري أنه في النهاية والد، وأنه ربما يحمل مشاعر نبيلة، لكنه فشل في إظهارها، وعلى كل حال فإن الله سيعوضك خيرا، فاحرصي على أن تطلبي المواصفات التي هي الدين والأخلاق، وكما ذكرنا من القدرة على تحمل المسؤوليات وحسن التعامل مع الناس، وبر لوالديه، هذه مؤهلات أساسية ومؤشرات مفيدة جدا للفتاة في حياتها الزوجية والمستقبلية.

إذا كان الوالد شديدا أو مقصرا فهذا لا يعني أن الجميع بهذه الطريقة، وإذا كان بعض الشباب مقصرا فلا يعني أن كل الشباب كذلك، بل إذا كان بعض الشباب مقصرا فلماذا لا يكون النجاح في الطرف الآخر؟ ولماذا لا ننجح نحن إذا فشل الآخر، يعني لماذا نحن نعمم ونعمق ونشيع النماذج السالبة وننسى أن هناك نماذج نجاحة مشرقة؟!

الفلاح في أن نركز على جوانب الإشراق في حياة الناس، لأنها هي مكان الأسوة، ومكان الاستفادة، والمكان الذي ينبغي أن يكون تركيزنا عليه، حتى نتأثر إيجابا بهؤلاء الذين نعرف عنهم المشاعر النبيلة والخير.

نتمنى أن يكون حبك ليس بالأعمار ولكن بالأخلاق وبالدين، وهذا هو المعيار الفعلي، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأرجو ألا تعيشي مقيدة وأسيرة قناعات معلبة قرأت عنها في كتب أو نحوها، وأقبلي على حياتك بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، ونتمنى لك الزوج المناسب في دينه وفي خلقه، وفي سنه.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات