أنا على خلق وجمال ولم أتزوج.. هل السبب العين أم هي ذنوبي؟

0 581

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، وعلى خلق ودين وجمال، أحاول أن أتوب، وأبتعد عن المعاصي بقدر المستطاع، وبصراحة أنا أتمنى الزواج في أقرب فرصة، فقد مللت من حياتي، لا شيء فيها كما أريد، لا دراسة حصلتها كباقي الفتيات، ولا عمل، ولا زواج، وأرى أن الزواج أملي، وحلمي الوحيد الذي سيعوضني الله به، وهو الفرج لي، وأنا أنتظر بفارغ الصبر أن أحصل على الزوج الذي أتمناه.

مشكلتي أنه لا يأتيني كثير من الخطاب، وإن أتى لا يعجبني، ولا أرتاح له، وأرى أنه ليس مناسبا، ولا أستطيع تقبله، أو يراني أناس ويعجبون بي، ويأخذون الرقم، ولكن لا يعاودون الاتصال، ويذهبون بلا عودة، ولا أدري ما السبب، هل يسمعون عني كلاما سيئا؟ أم أن بي عينا أو نفسا؟ هل سمعتم عن شيء يسمى النفس؟ أي أن رجلا نفسه بفتاة فلا تتزوج، وإن تزوجت فتحدث مشاكل وطلاق، لأني لا أظن أن هناك رجلا يتمناني، أو لأني أذنبت كثيرا بحق الله، وكنت أتحدث مع شباب فعاقبني الله، وغضب مني لهذه المعاصي، وتأخر الزواج عني، ولكني الآن تركتهم -والحمد لله-.

أنا لم أعد أدري لماذا كل هذا يحصل معي، فحياتي كلها متعسرة، وكل شيء ضدي! فكل ما أريده منكم أنا تأخذوا كلامي ومشكلتي مشكلة مشكلة، وتحاولوا تطمين قلبي، فأنا تعبت، وأتمنى أن لا تتجاهلوا مشكلة معينة.

أعلم أني سأتعبكم معي، ولكن أريد أن أرتاح، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك تواصلك مع الموقع والاهتمام والسؤال، ويسعدنا أن نخبرك ونذكر أنفسنا بأن هذا الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وأن ما عند الله من التوفيق والتأييد والخير لا ينال إلا بطاعته، وأن الاستقامة على شرع الله والتقوى لله والمراقبة لله، والاحتكام لدين الله تبارك وتعالى هي التي تقود الإنسان إلى الخيرات، والله تبارك وتعالى يقول لنبيه - عليه الصلاة والسلام -: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} قال العلماء في الآية: إشارة لطيفة إلى أن الصلاة والطاعات سبب للرزق، فإن للحسنة ضياء في الوجه، وانشراحا في الصدر، ومحبة في قلوب الخلق، وتوسيعا في الرزق.

فاحرصي على أن تطيعي الله تبارك وتعالى، وتجنبي ما يغضب الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان قد يحرم الخير بالذنب يصيبه، ولكن من رحمة الرحيم أن الإنسان يستطيع أن يمحو ذنوبه وخطاياه باستغفاره وتوبته وأوبته ورجوعه إلى الله، بل إن التائبة من الذنب الصادقة في توبتها، المخلصة في أوبتها، النادمة على ما فرطت منها، الحريصة على أن تعزم وأن تفتح صفحة جديدة، التي تسارع بالحسنات الماحيات، فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات، فالمؤمن مهما كان تقصيره ينبغي أن يتذكر رحمة الرحيم، ومغفرة الغفور، فيرجو الله تبارك وتعالى، ويرجو الخير عند الله، لكنه رجاء يتبعه عمل، لكنه رجاء يفعل معه الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

ونحن نريد أن نقول: المؤمن لا يمل من هذه الحياة؛ لأنه مشغول بالعبادات وبالطاعات، ويطمئن بذكر الله تبارك وتعالى، فنحن الذين وحدنا الذين نملك هذا العنصر، فالطمأنينة لا تباع في الصيدليات، ولا تجدها عند الأطباء، ولا في البقالات، ولكن الطمأنينة مكانها واحد {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فأشغلي نفسك بالذكر والإنابة، والتلاوة والعبادة، واستعيني بالله وتوكلي عليه، وثقي أن التأييد منه وحده سبحانه وتعالى، واعلمي أنه لكل أجل كتاب، وأنه سوف يأتيك ما قدر الله تبارك وتعالى لك.

وإذا حافظت الفتاة على أذكار الصباح والمساء، وقرأت على نفسها الرقية الشرعية، فإنها تخلص نفسها من الحسد، ومن السحر، ومن كل شيء، قال الشيخ ابن باز: (الأذكار والمعوذات فيها حفظ للإنسان من هذه الآفات، وفيها علاج للإنسان من هذه الآفات) فاحرصي عليها، وواظبي على تلاوتها صباحا ومساء.

واعلمي أن الفكرة التي تشيع بين الناس أن فلانا عنده نفس تجاه فلانة وعائق نحوها، هذا المعنى غير صحيح، لكن بعضهم يقصد أن هذا حسد، وأن الحسد يتحول إلى عين، فإن العين إذا كان فيها حسد، وتحركت منها تلك الطاقة العجيبة التي هي سر من الأسرار من الحاسد إلى المحسود فتؤذيه، فقد يكون العائق عينا، قد يكون العائق سحرا، قد يكون العائق من هذه الأشياء، ولكن كل هذه الأشياء علاجها في كتاب الله وفي الرقية الشرعية، في المواظبة على أذكار الصباح والمساء، فلا تشغلي نفسك بالبحث عن المرض، ولكن أشغلي نفسك بعلاجه، وبالعلاج الذي فيه الشفاء، والقرآن هو الشفاء، والرقية الشرعية شفاء، والدعاء علاج وشفاء، والفقيهة هي التي تواجه أقدار الله بأقدار الله، فالمرض قدر نواجه بالدواء وبالدعاء، وتأخر الزواج أيضا نواجه بالدعاء، وبذل الأسباب، والتوكل على الكبير الوهاب سبحانه وتعالى.

من هنا نحن ندعوك إلى أن تخرجي من هذا التصور الذي سجنت فيه نفسك، وأقبلي على الحياة وعلى من حولك، واحشري نفسك في مراكز التحفيظ، وفي أماكن المحاضرات، وادخلي إلى بيوت الله وستجدين المؤمنات، وفي تلك البيئة ستجدين من تبحث عن أمثالك من الفاضلات لولدها أو لأخيها أو محرم من محارمها، وهذا الذي ينبغي أن تنتبه له الفتاة المسلمة التي ينبغي أن تظهر بين أخواتها وبين النساء مفاتنها، وذوقها، وبهية طلعتها، وحسن كلامها، وحسن تصوراتها، فإنه كما قلنا معظم هؤلاء النساء يبحثن عن الفاضلات لأبنائهن أو لإخوانهن، فإذا طرق الباب خاطب، فعليك أن تنظري إلى دينه وأخلاقه، وبعد ذلك لا تترددي في القبول به إذا كان صاحب دين وأخلاق، ووجدت في نفسك ميلا إليه.

أما الذي يطرق الباب، ثم ينصرف فلعل الخير في الذي حدث، وعلينا أن نؤدي ما علينا، ونحسن استقبالهم، أن نهيأ لهم فرصة السؤال عنا، أن نهتم بهم ونحتفي بهم، وبأهلهم عندما يأتون إلينا، ثم بعد ذلك الأمر لهم، والزواج شراكة لا تقوم إلا على التراضي والقبول، ولا يصلح فيها إجبار إنسان، أو الرغبة في أن تقوده إلى حيث ما يريد، فهذه الأمور تقوم على الرضا والقبول بعد توفيق ربنا الكريم سبحانه وتعالى.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات