السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
خطبت ابنة خالي لأني سمعت تلميحا من أخواتي بأنها معجبة بي، وتمت النظرة الشرعية وأنا مبيت النية بالموافقة عليها؛ لأنها ابنة خالي ومهما كان فيها من عيوب فلن أرفضها, وللأسف أول ما دخلت علي شعرت بضيقة في الصدر؛ لأنها لم تعجبني شكليا لكني لاحظت الفرح عليها، فتمت الموافقة ونحن الآن في فترة الخطوبة، والآن أشعر بالندم على موافقتي، وإلى الآن لم يتم كتب الكتاب بسبب ظروفي الوظيفية.
معاملتي معها دائما سيئة، وهي دائما تقابلني بالحسنى والكلمة الطيبة، وأنا أرد عليها بجفاء ووجه عبوس, -والله ليس بيدي- لكني لا أقدر على تقبل شكلها، ليست قبيحة لكن مواصفاتها لا تعجبني.
أنا متردد وخائف أفسخ الخطوبة ثم أندم بعد ذلك؛ لأنها تحبني، وفي نفس الوقت أظن أن هناك فرصة للتراجع، وأحس أنه لا ينفع أن أتزوجها لأني لا أقدر أن أحبها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنا نرحب بك في الموقع، ونشكر لك التواصل، ونؤكد لك أن بنت الخال في المنزلة الرفيعة، والخال أقرب الناس إلى الإنسان، وأنت -ولله الحمد- كنت حريصا على ذلك وعلى الارتباط؛ لأن في ذلك تقوية للعلاقة، كما أن إعجابها بك ورغبة الأسرة في الارتباط بها له أثر كبير جدا -إن شاء الله- على إسعادكم.
وهذه الفتاة بالنسبة لك ليست قبيحة، لكنك تجد بعض الضيق، ولذلك نحن ندعوك ألا تستعجل، وندعوك إلى أن تحصر فيها من الإيجابيات، وتذكر إيجابيات هذه العلاقة، والجوانب التي أعجبتك في هذه المخطوبة، وتحاول أن تهضم هذه الجوانب، وتتعوذ بالله من الشيطان فهو يريد للإنسان الشر، ويريد أن يباعد بين الإنسان وبين الحلال، فإن الشيطان كما قال ابن مسعود: (يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم).
ثم عليك أن تنظر للموضوع بأبعاده كاملة وبكافة جوانبه، وبتأثير فسخ الخطبة على العلاقات داخل الأسرة، واعلم أنك لن تجد امرأة بلا عيوب، فكلنا ذلك الناقص، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أعطانا معادلة جميلة فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فلو أنك بحث في ألف امرأة ستجد في كل واحدة منهن إيجابيات وتجد فيها سلبيات، وطوبى لمن غمرت سيئاتها في بحور حسناتها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
ونتمنى أن تنظر للأمر من كافة الجوانب قبل أن تتخذ هذا القرار، ولا يخفى عليك أن الإنسان إذا احتار في أمر فإنه يستخير، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، فأعطي نفسك فرصة، وشاور من حولك، وانظر للموضوع من كافة الجوانب، وتذكر ما فيها من إيجابيات، وتوكل على رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكما به.
الخلاصة:
الزواج مسئولية وشراكة، والحب من جانب واحد لا يكفي (تحبك هي فقط وأنت لا تحيها)، فننصحك بأن تدرس الأمر من كافة الجوانب، وإذا اضططرت لأن تطلب إعادة الرؤية الشرعية مرة أخرى فهذا من حقك، والمهم، والمهم جدا ونشدد على ذلك وهو ألا تقدم على الزوج أو (عقد التمليك) إلا عن قناعة بهذا الزواج، فإن لم تصل لهذه القناعة فننصحك بتركها بطريقة مهذبة، وألا يشاع الخبر بأنها لم تعجبك، حتى لا تشوه سمعتها أمام الخطاب الآخرين.
زواجك منها محاولة لإرضائها أو إرضاء الأسرة مع عدم قناعتك بها سيجعلك تسئ إليها لاحقا إما بالطلاق وإما بعدم المعاملة الحسنة في حال بقائها في عصمتك، فإما أن تتزوج عن قناعة ورضا، وإما أن تفارق من الآن، ولكن بعد استنفاد كافة الخيارات والوسائل.
والله الموفق.