السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا، أود استشارتكم بخصوص جدتي التي ترعاها ابنتها -أمي- عمر جدتي ما بين 90_100 كانت مرحة ومتفائلة، ولكن فجأة تغير حالها، وأصبحت لا تتكلم إلا قليلا، وبالليل تنادي أمي كثيرا وتوقظها، وإذا سألتها ماذا تريدين؟ تقول: أجلسيني، ومرة تقول: (سدحيني)، ومرة تسكت وتقول: لا أريد شيئا.
أحيانا تنادي أمها المتوفاة، وتسأل عن بعض أخواتها المتوفيات، فهل هذا يسمى خوفا أم اكتئابا؟ وهل تنصحون علاجها بالأدوية النفسية أم بالأعشاب؟
علما أن لديها الضغط، وتعاني من قلة الشهية.
ساعدونا بارك الله فيكم، وأثابكم على مساعدة الناس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن التغيرات السلوكية التي تحدث لدى كبار السن، خاصة من الذين هم في عمر جدتك – حفظها الله – غالبا ما يكون مرده لتغيير في خلايا الدماغ، ومناداة الموتى، وأن يبدي الإنسان شيئا من الملل، هذه مؤشرات أولية لضعف الذاكرة، لا أحب أن أستعمل كلمة (العته) أو (الخرف) لأن هذه التشخيصات وهذه المسميات لها ضوابط ومعايير، لا يمكن التأكد منها أو نفيها أو إثباتها إلا من خلال الفحص المباشر على المريض.
هذه السيدة الفاضلة، لا شك أنها في عمر تضعف فيها الكثير من أعضاء الجسد، ومنها الدماغ - كما ذكرت لك – وتكون هنالك علل في الدورة الدموية، خاصة أن تصلب الشرايين يصيب شرايين الدماغ على وجه التحديد.
إن شاء الله تعالى، أمرها بسيط، ورعاية أمك لأمها - إن شاء الله تعالى – هذا باب خير فتح لوالدتك، وإن شاء الله تعالى هذا باب من أبواب الجنة فتح لها، والسعيد هو –حقيقة- من يجد الفرصة ليخدم والديه، وأنا على ثقة تامة أن والدتك واعية لذلك تماما.
كثيرا ما تكون العناية بكبار السن، حين تحدث لهم هذه التغيرات السلوكية فيه بعض الصعوبة على من حولهم، ونحن –حقيقة- نحرص تماما ألا يجهد الإنسان الذي يعتني بكبيره؛ لأن إجهاده الشديد يؤدي إلى ضعف مقاومته، وهذا قطعا يعود بالضرر عليه هو وعلى الشخص المعتنى به.
لذا التدخل الطبي كثيرا ما يكون مفيدا، وبفضل من الله تعالى، الآن توجد خدمات متميزة تقوم بها فرق طبية نفسية وباطنية وعصبية، مخصصة في طب كبار السن، وأنا على ثقة تامة أن مثل هذه الخدمات متوفرة بالمملكة العربية السعودية؛ لأن المملكة من المناطق التي يوجد فيها اهتمام كبير جدا بصحة الناس، خاصة كبار السن.
أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تذهب أنت أو والدتك أو أحد أقربائكم، ويتحدث مع الطبيب –الطبيب المختص في أمراض كبار السن– وأنا على ثقة تامة أن الطبيب سوف يقوم بفحصها، وإعطاء التوجيه اللازم.
يجب ألا تعطى لها أدوية - خاصة الأدوية النفسية – إلا بعد إشراف الطبيب عليها، ولا بد أن يقوم الطبيب هو بتحديد الجرعات ونوع الأدوية، لأن كبار السن يتحسسون جدا من الأدوية النفسية، فإن شاء الله تعالى، يقدم لكم المختص كل المساعدة، وجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمرها.