الاضطراب الوجداني... ما تعريفه؟ وما علاجه المناسب؟

0 652

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي يمر بحالة سيئة حرجة، ذهب إلى طبيب نفسي وقال له: لديك حالة اضطراب وجداني، فنرجو من حضراتكم أن تقولوا لنا ما هو الاضطراب الوجداني؟ وما هو علاجه الأفضل؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الاضطراب الوجداني يعني أشياء كثيرة، يمكن أن نجملها في أن مزاج الإنسان لا يكون معتدلا، وغالبا يميل نحو الاكتئاب أو الانشراح أو كليهما، ويكون هذا الاضطراب اضطرابا مرضيا، يعني أنه تعدى الحدود المزاجية التي يكون عليها الإنسان في حالاته العادية.

وهنالك عدة تشخيصات وأجزاء للاضطراب الوجداني، مثلا الاكتئاب النفسي أحد هذه الاضطرابات الوجدانية المهمة، والاكتئاب النفسي نفسه له عدة أنواع وأجزاء وألوان، وهناك ما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا يقصد به أن المريض يصاب بنوبات اكتئاب تعقبها فترات من التحسن، ويكون مزاجه عاديا، وفي حالة استقرار، ثم بعد ذلك تأتيه نوبة اكتئاب أخرى، أو ربما تأتيه نوبة انشراح، هذا الانشراح قد يكون بسيطا وقد يكون شديدا، وفي هذه الحالة نسميه بالهوس.

إذن هنالك نوع من التقلب في المزاج ما بين الاكتئاب البسيط أو المتوسط أو الشديد، أو الانشراح البسيط أو المتوسط أو الشديد، وفي كلتا الحالتين –أي في حالة الاكتئاب أو الانشراح الشديد– قد يصاب الإنسان بما يسمى بالاضطراب الذهاني، يعني يكون عنده أفكار غير مرتبطة بالواقع، وتسمى بالضلالات أو بالأفكار الاضطهادية.

بعض الناس تشمله أيضا نوبات القلق تحت مسمى (الاضطراب الوجداني) لكن أعتقد أنه من الأفضل أن نحصر المقصود بالاضطراب الوجداني هو الاضطراب الذي يصيب مزاج الإنسان، وطريقة تفاعله من حيث الإصابة بالكدر أو الانشراح أو كليهما.

وبالنسبة لعلاجه هنالك علاج بيولوجي –أي دوائي– وهنالك علاج نفسي، وهنالك علاج اجتماعي، يعتبر العلاج الدوائي هو أهم أنواع العلاج، -والحمد لله تعالى- أصبح الآن بين أيدينا كمية كبيرة جدا من الأدوية في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية تستعمل أدوية تسمى بمثبتات المزاج، وفي حالة الاكتئاب هنالك مضادات الاكتئاب، وفي حالات الهوس هنالك مضادات الذهان.

وفي بعض حالات الاكتئاب النفسي الشديد والمطبق والذي يكون مصحوبا (مثلا) بأفكار انتحارية، أو تجد المريض قد رفض الطعام تماما، في هذه الحالة يعتبر العلاج الكهربائي مهما وضروريا ومنقذا لحياة المريض.

أما بالنسبة للعلاجات السلوكية ففي معظمها تقوم على الإرشاد والتوجيه ومساندة المريض، وكذلك العلاج الاجتماعي.

أي الأدوية أفضل؟

حسب الحالة، والعلاج حين يصفه الطبيب لا بد أن يراعي جودة الدواء، وفعالية الدواء، وسلامة الدواء، وكذلك سعر الدواء في بعض الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات