هل هذا الكلام عن الجن صحيح؟ وهل بي مس منهم؟

0 438

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

شاكرة جهودكم المبذولة وجعله الله في ميزان حسناتكم.

قرأت عن "شيطان العين" كما يقولون، فقد وجدت كثيرا من الأعراض لدي، كـانتفاخات في البطن، وضيق أحيانا في التنفس، ويسبب سرعة غضب، وزيادة خجل، وكثرة تفكير ووساوس، وأحيانا يضعف شخصية الإنسان -لاحظته وبشكل كبير-.

حقيقة: كنت أريد التأكد من صحة الكلام، وتوجيهي لما أقوم به حتى أتخلص من هذه الأعراض، ولعل أشدها عندي: ضيق في التنفس أحيانا، والخجل الزائد، بل المفرط، وكثرة التفكير بأن من ينظر إلي معجب بي، حتى ضعفت شخصيتي كثيرا جدا، ولا أدري كيف الخلاص من هذه الأفكار؟ لم أكن هكذا في السابق، بل إن الأعراض جاءتني منذ سنة تقريبا.

وهذا مفاد ما قرأت: "موضوع مهم يستحق القراءة بتمعن".
س/ من هو شيطان العين؟
ج/ هو شيطان من الجن يدخل مع العين الحاسدة جسم الإنسان.

س/ ماذا يعمل؟
ج/ يسبب آلاما وانتفاخات في البطن، وضيق أحيانا في التنفس، ويسبب سرعة غضب، وزيادة خجل، وكثرة تفكير ووساوس، وأحيانا يضعف شخصية الإنسان.

س/ كيف يخرج؟
ج/ يخرج بقراءة رقية العين وسورة البقرة أو جزءين من القرآن يوميا، مع تشغيل القرآن وقت النوم.

س/ هل هو منتشر بين الناس؟
ج/ نعم وبكثرة جدا.
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أكثر من يموت من أمتي بالنفس، يعني بالعين بعد كتاب الله وقضائه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ( العين حق وقد يصحبها شيطان...)
يقول ابن القيم في زاد المعاد المجلد الرابع ص 64: "لو كشف الستار لوجدنا أكثر الناس في أسر الجن ...."
ويقول الإمام أحمد: " لا يكاد يخلو بيت من عين أو حسد ..."
وقال الشيخ ابن جبرين: " إن أغلب العين يصحبها شيطان.." ووافقه على ذلك الدكتور السدحان.

س/ هل أعراضه قوية أو ضعيفة؟
ج/ تكمن قوة العين وشيطانها وضعفها في أمرين:
1- قوة العين الخارجة من نفس الحاسد.
2- تدين المعيون أو المحسود وقربه من ربه.
وإذا كان المعيون محافظا على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن، فتكون العين ضعيفة؛ ولذلك كثير من الناس لا يحكم على الأعراض التي عنده من خجل وغضب ووساوس وقولون وغيرها بأنها من العين؛ لأنه يرى بأن الأمر بسيط ولا يصل لمرحلة العين.

س/ كيف أتأكد أني مصاب أو سليم؟
ج/ اقرأ يوميا جزءا من القرآن بتدبر، وكرر آيات العين والنار والبعث، والتي تتحدث عن آيات الله الكونية وعظمة الخالق سبحانه، ثم إذا شعرت بنعاس شديد، أو تثاؤب متكرر، أو حرارة أو برودة أو تنمل أو كتمة؛ فهذا مؤشر وجود العين، وقد تكون غالبا مصحوبة بشيطان.

س/ هل مشكلة العين مشكلة كبيرة؟
ج/ أغلب العين بسيطة؛ ولكنها تسبب كآبة وخجلا وغضبا وضيقا وآلام المفاصل، وتكون هذه الأعراض في حالة قوة وضعف بحسب قرب العبد من ربه، فكلما قرب من الله ضعف الشيطان وارتاح العبد والعكس.

س/ كيف يدخل الجن في جسم الإنسان؟
ج/ غالبا يدخل الجن لجسم الإنسان من أطراف اليدين والقدمين والفم أو الأنف، لقوله الرسول: (إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل من الفم).

س/ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏أين يتواجد الجن في البيت عادة؟
يتواجد الجن في الخلاء والغرف المهجورة، والتي يوجد بها روائح كريهة أو يرتكب فيها معاصي، أو الغرف التي يعلق فيها صور, وأيضا في زوايا الغرف.

أسباب دخول الجن لجسم الإنسان هي: الغفلة، وارتكاب المعاصي، وترك الأذكار، والفرح الشديد، والغضب الشديد، والوجود في أماكن المعصية وارتكاب الكبائر.

حين يخرج الجني من جسد الإنسان فإنه يضع بصمة لا يراها إلا الجن, وهذه البصمة كبوابة تسهل لهم عبورهم مرة أخرى, مالم تغلقها بالأذكار صباحا ومساء.

إذا قمت بتبديل ملابسك قل: (بسم الله الحكيم) حتى لا يرى الجن عورتك؛ فإن نظرتهم خبيثة، وقد يعجب الجن بجسدك فيعشقك ويدخلك, وهذا اسمه العاشق.

عموما هم يكرهون ذكر الله, وينفجرون صراخا حينما يشمون رائحة المسك، ويبكون حينما تسجد، ويتدافعون هاربين إذا قلت: لا إله إلا الله بصوت عالي.

كم من أرواح أزهقت وأمراض بسبب عين لم تذكر (تبارك الله، وما شاء الله).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يوفقك في دراستك، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة– فالذي يبدو لي أن قراءتك لهذه الأشياء الواردة في رسالتك واطلاعك عليها هو الذي ألقى بظلاله على نفسك، حتى أصبحت تشخصين حالتك على أن بك عينا، أو أنه قد دخلك (مسك) جني أو شيطان من تابعي العين –إلى غير ذلك– وأصبحت تؤولين الأمور تأويلا يتناسب مع هذا الكلام الذي قرأته، وغالب ظني أن هذا الذي اطلعت عليه أو قرأته هو الذي سبب لك هذه الحالة التي تشتكين منها في رسالتك.

ولذلك أنا أنصحك بداية وأول شيء تفعلينه: التوقف عن الدخول لمثل هذه المواقع وقراءة مثل هذه الكتب؛ لأن هذه الأمور نظرا لغرابتها فإن النفس تقبلها بسهولة وسرعة، فإن كل ممنوع مرغوب، ودائما الشيء المستغرب تتعلق به النفس أكثر من الشيء المألوف.

فإن أنت واصلت الاطلاع أو الدخول للمواقع في الإنترنت (مثلا) تتكلم عن الجن وغيره، أو قراءة كتب، فإنك ستصابين فعلا برغبة شديدة في مزيد من التعرف؛ مما يترتب عليه أنك ستتغير نفسيتك بنسبة كبيرة جدا إلى الأسوأ والعياذ بالله تعالى.

فأول نقطة ننطلق منها إنما هي: التوقف نهائيا عن الدخول إلى هذه المواقع أو قراءة هذه الكتب مهما كانت الأسباب والدواعي، وحاولي أن تقاومي رغبتك الداخلية؛ لأن نفسك قد لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما قد ترغب في المزيد من عالم الغيبيات، خاصة وأنه شيء مشتهى ومغري، وتكون النتيجة أنك تصابين بأمراض نفسية لا يعلم بها إلا الله تبارك وتعالى.

ثانيا: أنصحك بمحافظتك على الصلاة في أوقاتها.

ثالثا: المحافظة على أذكار ما بعد الصلاة خاصة قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة.

رابعا: أنصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء (جدا) خاصة ما ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها ليلا، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات مساء ومثلها ليلا، إن استطعت أن تهللي –تقرئين التهليلات المائة-: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء، فأنا واثق أن هذه الأمور كلها سوف تذهب -بإذن الله تعالى– بسهولة ويسر.

إضافة إلى ذلك: أنصحك بعمل رقية شرعية، الرقية الشرعية تستطيعين أن تقومي أنت بها بنفسك بسهولة ويسر؛ لأن الرقية الشرعية عبارة عن مجموعة آيات من القرآن الكريم، ومجموعة أحاديث من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم– وهي متوفرة بكثرة، في بعض المطويات، أو بعض الكتيبات، أو بعض الكتب، وهناك أشرطة مسجل عليها الرقية الشرعية، وهي موجودة في معظم بلاد العالم العربي والإسلام، فأنت تستطيعين -بارك الله فيك– اقتناء كتيب، أو كتاب، أو غير ذلك، وتستطيعين رقية نفسك بنفسك.

إذا وجدت أن حالتك لم تتحسن، وأنك في حاجة إلى من يساعدك فمن الممكن أن تعرضي الأمر هذا على والدك أو والدتك، إذا كان لديهم القدرة على رقيتك يكون ذلك حسنا، إذا لم يتيسر فأنصح بالاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين الثقات الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة العقيدة، وصحة الطريقة أيضا، وبإذن الله تعالى مع تكرار الرقية سوف تتحسنين تماما، وسوف تذهب عنك هذه الأعراض كلها مجتمعة، وستكونين في أحسن حال.

توجهي إلى الله عز وجل بالدعاء أن يصرف الله عنك هذه الأعراض؛ لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، كما أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام-.

أكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم– بنية الشفاء، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، واطلبي الدعاء من والديك ومن أحب الناس إليك، وأبشري بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات