السؤال
السلام عليكم
أحببت ابنة عمي حبا شديدا خالصا، ما أردت به فعل الفواحش، ولكنه حب خالص لوجه الله تعالى، ولا أستطيع الزواج الآن لأسباب مادية وغيرها، وعمري الآن 17عاما، فماذا أفعل؟ جزاكم الله عنا كل خير.
السلام عليكم
أحببت ابنة عمي حبا شديدا خالصا، ما أردت به فعل الفواحش، ولكنه حب خالص لوجه الله تعالى، ولا أستطيع الزواج الآن لأسباب مادية وغيرها، وعمري الآن 17عاما، فماذا أفعل؟ جزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khabbab osman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يعمر قلبك وقلوبنا بحب الله أولا، ونتمنى بعد ذلك أن تزداد دائرة الحب انطلاقا من قاعدة الحب لله، ثم بالحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حب ما يحبه الله تبارك وتعالى، وأن يحشرنا مع حبيبنا ومع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
بنت العم من المنزلة بمكان، وعم الرجل صنو أبيه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على أن يكمل لك هذا المقصد على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى.
الآن ندعوك إلى كتم هذه المشاعر في نفسك، والاشتغال بطاعة الله تبارك وتعالى، وغض البصر عن بنت العم، فهي أجنبية عنك، ولا مانع من أن تخبر والديك - أو تخبر أحد الأعمام أو إحدى العمات - بهذه الرغبة، حتى يستطيعوا أن يوصلوا هذه الرغبة إلى الطرف الثاني – إلى أسرة الفتاة –.
إذا حصل الوفاق والاتفاق فعند ذلك يمكن أن تحصل الخطبة، أو يمكن أن يكون هذا مجرد حجز – كما هو معروف في داخل البيوت والأسر – أن يوقن الجميع أن فلانا يريد فلانة، وعند ذلك تشتغل بدراستك، فإذا جاء الوقت المناسب فعليك أن تطرق باب أهلها وتأتي البيوت من أبوابها، وعند ذلك نسأل الله أن يتم لك الخير، وأن يتم لك هذا العمل على الوجه الذي يرضيه.
الذي نحذر منه ونخاف منه هو أن يتمادى الإنسان مع مثل هذه المشاعر، وتطور هذه العلاقة إلى علاقة في غير الطبيعة، ومكالمات ومراسلات، هذا الذي لا يرضي الله تبارك وتعالى، ولكن كون الإنسان يحب بنت العم أو يحب صاحبة الدين أو يجد في نفسه ميلا إليها.
الحقيقة نحن لا نسميه حبا، وإنما من باب التوسع، لكن هو في الحقيقة الآن هو إعجاب، لأن الحب يبدأ بالرباط الشرعي، الحب الحلال، ويزداد بمعرفة الشريك لشريكته وما فيها من صفات، يزداد قوة وثباتا، ويزداد رسوخا بالتعاون على البر والتقوى، وهم يبنون البيت المسلم الذي فيه طاعة لله.
مثل هذا الإعجاب المبكر والمشاعر المبكرة نحن نرى أن يكتمها الإنسان ويتشاغل عنها، وينصرف لدراسته، وينصرف للجد حتى يهيأ نفسه؛ لأن المجتمعات لا تقبل بإنسان لم يهيأ نفسه إذا تكلم عن مثل هذه المسائل.
بنات الناس أيضا ليست لعبة، والزواج مسؤولية، فنحن نتمنى أن تكتم ما في نفسك، وأن تسأل الله أن تكون من نصيبك، وأن تجتهد في دراستك، وأن تعد ما استطعت إليه سبيلا من المال، ثم بعد ذلك تطرح هذه الرغبة لمن يتكلم بلسانك، فإذا حصل الوفاق - أو مقدمات الوفاق - عند ذلك تكمل المشوار وتأتي البيوت من أبوابها.
نسأل الله أن يحقق لك المراد فيما يرضيه، وأن يلهمنا وإياك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.