السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكبرى عمرها 38 سنة، متزوجة ولديها أولاد، أصيبت بالشقيقة منذ 15 سنة، وعندما تأتيها نوبة الشقيقة تصاب بألم شديد في الرأس يدوم لساعات بل لأيام، وتتناول العديد من المسكنات مثل الأسبرين والبانادول والإكسدرين دون فائدة، نصحوها بالحجامة لكن أيضا لم تفدها بشيء، وكلما سمعت عن مسكن قوي استخدمته لكنها للأسف لا تستفيد شيئا، فهل يوجد دواء أو مسكن قوي يخفف من آلامها قليلا أثناء نوبة الشقيقة؟ وماذا تنصحونها أن تفعل عندما تأتيها النوبة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتصاب السيدات بالشقيقة أكثر من الرجال، وهي عبارة عن نوبات من الصداع قد تستمر من ساعة إلى عدة أيام، وفيها يحدث صداع في جانب واحد من الرأس، وتسبقه أحيانا اضطرابات معوية في صورة غثيان وقيء، واضطرابات بصرية في صورة زغللة في العيون، ولا يوجد سبب معروف أو محدد للشقيقة، ومازال العنصر الوراثي غير مؤكد كسبب من أسباب الإصابة.
الشقيقة على أنواع، منها ما يسبقه الزغللة والغثيان ويسمى الشقيقة التقليدية (الكلاسيكية classic migraine)، ومنها ما يأتي بدون أعراض تسبقه وهو العادي أو (common migraine)، وهناك نوع آخر يأتي في نوبات صداع شديدة وقد تحتاج الحالة المستشفى للعلاج.
وهناك أدوية تستخدم لعلاج الصداع الموجود وتسمى مسكنات للألم Pain relievers، ومنها الأدوية العادية مثل: بروفين، وبنادول قرصين عند اللزوم، وهناك أدوية يضاف فيها البنادول مع الأسبرين مع الكافيين في قرص واحد وتسمى Excedrin، قرصا أو اثنين عند اللزوم لعلاج الصداع، ولعلاج الشقيقة أيضا تؤخذ أقراص من عائلة تربتانز Triptans مثل Treximet، وهو قرص خليط بين نابروكسين وسوماتربتان، وهو علاج جيد لمثل هذه الحالات يمكن الاعتماد عليه.
والنوع الثاني من الأدوية التي تعالج الشقيقة هي الأدوية التي تمنع أو تقلل النوبات، ومنها مضادات الاكتئاب مثل:amitriptyline والأدوية التي تغلق مستقبلات بيتا Beta blockers مثل propranolol، وتؤخذ يوميا مساء قرصا 10 قبل النوم، تساعد كثيرا في منع نوبات الشقيقة، كذلك فإن الأدوية المستخدمة في علاج نوبات الصرع قد تفيد في التقليل من نوبات الصداع مثل Depacon، أو فالبورات، وبالتالي يمكن أخذ نوع من الأدوية التي تعالج الصداع مثل Treximet قرصا لثلاث مرات حتى يزول الصداع، مع قرص من مضادات الاكتئاب، مع قرص بيتا بلوكر يوميا لمنع النوبات، لكن يجب متابعة الحالة مع الطبيب لكي يحدد لها العلاج المناسب من هذه الأدوية، ويفضل استخدام الأدوية المانعة للنوبات حتى ولو كانت الحالة مستقرة ولا يوجد صداع.
والمهم أيضا الرضى بقدر الله، ففي كل شوكة يصاب بها الإنسان حسنات -إن شاء الله- وفي الحديث قال رسول الله: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم.
والمعنى أن المؤمن الكامل في الحالين على خير عند الله، إن أصابته نعمة ورخاء في الرزق وغير ذلك يشكر الله، وإن أصابته ضراء، أي بلية ومصيبة يصبر ولا يتسخط على ربه، بل يرضى بقضاء ربه فيكون له أجر بهذه المصيبة.
وفقكم الله لما فيه الخير.