السيروكسات لم يفدني وأفكر في استبداله باللوسترال

1 533

السؤال

السلام عليكم.

كل الشكر والامتنان للإخوة القائمين على هذا الموقع، وللدكتور محمد عبد العليم.

دكتور: أنا صاحب الاستشارة 2169588 تناولت السيروكسات حبتين لمدة 31يوما، وكل يوم يزيد القلق والتوتر وقد جربت هذه الجرعة من قبل لمدة 24 يوما، وكان الأمر كما في المرة الثانية، فأنا أتعجب كيف أرتاح على حبة وأمرض أكثر على حبتين؟! هل صادفت مثل هذه الحالة وخاصة مع السيروكسات؟ أليس المبدأ العام هو أنه من استفاد من جرعة من دواء فإنه يستفيد أكثر من الجرعة الأكبر؟

في السابق تناولت دواء اللوسترال بجرعة 100 مل، فساعدني جدا من ناحية القلق، حتى أني كنت أتناول 21 مل من اللكسوتونيل، ولم أعد أستطيعها فنزلتها إلى 9 مل بدون أي قلق، رغم أني كنت سابقا إذا أنقصت ربع حبة أكاد أجن، وقد بقيت على هذا الدواء لمدة 40 يوما تقريبا، فلم أحس بتحسن من ناحية رهاب البلع، بل قد زاد قليلا، ولكن مؤخرا فكرت في الأمر فقلت: ربما زاد لأني أنقصت اللكسوتونيل، ولو أني صبرت شهرا مثلا حتى تذهب أعراض إنقاص المهدئ لربما وجدت راحة مع اللوسترال، وأنا الآن أفكر في الرجوع إليه من الغد -إن شاء الله- وأفكر إذا لم أستفد فائدة كبيرة من جرعة حبتين أرفع الجرعة إلى 3 حبات.

سؤالي دكتور: هل يعادل اللوسترال قوة السيروكسات على الرهاب والقلق ونوبات الهلع؟ أم أحدهما يتفوق على الآخر؟

الأمر الآخر دكتور: أريد معرفة منشطات مضادات الاكتئاب من ناحية الرهاب، هل مضادات الذهان ومثبتات المزاج ثبت علميا ومن خلال خبرتك أنها تزيد فاعلية مضادات الاكتئاب من ناحية الرهاب؟ وما هو أقوى دواء في هذه الحالة ولا تكون له آثار جانبية قوية أو تأثيرات على أجزاء أخرى من الجسم؟ فمثلا الزيبركسا غال جدا، كما أن عليه تحفظات كثيرة، والسيروكويل لا يوجد عندنا، والريسبردال يسبب شيئا أعرفه برهاب الجلوس، بحيث لا يستطيع الإنسان البقاء في مكان واحد لفترة طويلة، أنا لم أجربه ولكني جربت السوليان وحدث معي هذا، وقد قال لي أحدهم: إن الريسبردال يسبب هذا العرض أيضا، فهل من دواء آمن يفعل خاصية الشجاعة في مضادات الاكتئاب؟

الأمر المهم جدا يا دكتور هو: كما تعلم أن مشكلتي الأساسية هي فوبيا البلع، وكما قال لي أحد الأطباء: إنها عبارة عن تقلصات هستيرية في جهة المريء، فهل من دواء متخصص في هذه الحالة -أي في التقلصات الهستيرية-؟ الأمر أتعبني جدا؛ لأنه متعلق بشيء مهم جدا وهو الأكل.

أخيرا أدعو لكل القائمين على هذا الموقع الطيب بالأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسئلتك كلها مهمة ووجيهة جدا، وموضوع الأدوية وجرعتها وسرعة الاستجابة هنالك اختلافات بين الناس، فمثلا أدوية القلق والرهاب والأدوية المضادة للاكتئاب -مثل اللسترال- حين تعطى في بداية العلاج عشرة بالمائة من الناس يصابون بتوترات وقلق شديد، وهذا مرده أن حركة الموصلات العصبية الدماغية -خاصة مادة السيروتونين- تكون في حالة تسارع ويقظة شديدة بعد أن كانت في حالة خمول، والذي حدث لك حين رفعت جرعة الزيروكسات حدثت لك حالة التهيج العصبي، هذا أيضا ربما يفسر من خلال التغير الكيميائي الذي حصل في المستقبلات العصبية، ومن ثم أثر على حالتك.

هذا هو التفسير الأقرب، لذا نقول أن هذه الأمور لن تحسم أبدا إلا بعد أن تظهر الخارطة الجينية الكاملة للإنسان، والتي تحدد نوعية الأدوية التي تتواءم مع كل إنسان -إن شاء الله تعالى-.

لا شك أن تحفظاتي قوية جدا حول عقار (لكسوتونيل)، لا أقول أنه ممنوع منعا مطلقا، لكن لا شك أنه دواء يريح في القلق والتوتر، لكن الإنسان قد لا يتحصل على فائدته المرجوة إلا بعد أن يرفع الجرعة، وهذه ظاهرة التحمل أو الإطاقة، وهي سمة من سمات الإدمان على هذا الدواء، -وإن شاء الله تعالى- أنت تملك الوعي والحكمة الكاملة للتعامل مع هذا الدواء، وحتى إن كانت هنالك معاناة بسيطة في بداية الأمر يجب أن تتحملها؛ لأنها تدخل في حلقة الإدمان والاعتمادية على دواء مثل لكسوتونيل، وهو معروف بهذه الخاصية -خاصية الإطاقة والتحمل والإدمانية-.

سؤالك: هل يعادل قوة الزيروكسات على الرهاب والقلق ونوبات الهلع؟

نعم.. كلا الدوائين ممتاز، واللسترال له قوته وفعاليته، ونستطيع أن نقول أن خمسين مليجراما من اللسترال تقريبا تعادل عشرين مليجراما من الزيروكسات، لكن التباينات والفروقات الشخصية بين الناس في استجابتهم للأدوية نسبة لاختلاف المنظومات الجينية، وهذا لا بد أن نضعه في الاعتبار، لذا يوجد ما يسمى بالاستجابة الأسرية، فبعض الأسر تجد أكثر من فرد يعاني (مثلا) من علة نفسية معينة، وتجد فردا آخر يعاني من علة نفسية مشابهة لها مختلفا عنها قليلا، وتجد أن استجابتهم الدوائية واحدة.

بالنسبة للأدوية الداعمة أو المنشطة للأدوية المضادة للاكتئاب: هذا الموضوع دار حوله الكثير من الجدال والنقاش العلمي، والمثبت أن أدوية علاج الاكتئاب القديمة من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات -مثل السيرمونتيل والدوسايابين والتفرانيل- هذه ربما تزيد فعاليتها إذا أضيفت لها أدوية معينة مثل مركب(يوهانبين) وهو يستعمله الناس أيضا كمحفز جنسي.

مثلا بعض الناس يحتاجون لإضافة جرعة صغيرة من هرمون الغدة الدرقية بمعدل خمسة وعشرين ميكروجرام، حتى وإن كانت وظيفة الغدة الدرقية لديهم طبيعية، ومضادات الذهان معظمها بجرعات صغيرة ربما تحفز الأدوية المضادة للاكتئاب.

عقار (كربونات الليثيوم) هو من أكبر مثبتات المزاج، يمكنه أن تكون له خاصية تدعيمية كبيرة جدا فيما يخص الأدوية المضادة للاكتئاب، بل البعض يعتقد أنه لوحده يحمل هذه السمة، لكنه قطعا دوا حساس، وهنالك التزامات وبروتوكولات معينة تتعلق باستعماله.

الأدوية الجديدة لمضادات الاكتئاب أيضا أثبت أن بعضها تزيد فعاليته من خلال ارتفاع استقلاب هذه الأدوية، حيث إن تمثيلها الأيضي واستقلابها يتم عن طريق ما يعرف بأنزيم (سيتوكروم ب) وتجد أدوية تساعد في زيادة مستوى هذه الأدوية في الدم، مثلا عقار (دباكين كرونو) والذي يستعمل أصلا لعلاج الصرع -وهو مثبت للمزاج- له فعالية أيضا في تحسين مزاج الناس حين يعطى مع الأدوية المضادة للاكتئاب، إذن القائمة طويلة والموضوع لا يخلو من تعقيد.

أتفق معك أن عقار (رزبريادال) عقار جيد، لكن إذا تم تناوله بجرعة كبيرة تفوق اثنين مليجرام قد يؤدي إلى ما يعرف بالتململ الحركي، لكن بجرعة واحد مليجرام لا يؤدي إلى هذا، فيمكن أن تجربه، والسيروكويل دواء فعال جدا، لكن تجربتك معه سلبية، بقي أمامنا الدوجماتيل والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد) أعتقد أن هذا سوف يكون خيارا جيدا جدا بالنسبة لك.

لا تهتم لموضوع التقلصات الهيسترية وهذه المسميات، اجتهد في تمارين الاسترخاء، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات