السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب توجيهي، ولم يتبق للتوجيهي إلا أقل من شهر، عندما أريد أن أبدأ المذاكرة تأتيني حالة ملل أو خوف، لا أعرف فأمل! وعندما أضغط على نفسى لأدرس لأن الوقت ضاع، فأدرس ساعة أو أقل وأشعر بالملل الشديد!
ما الحل؟ وهل يوجد طريقة لأحب المذاكرة وأداوم عليها ولا أمل؟ فربما أشغل نفسي بالحاسوب أو التلفاز، وربما خوفي هو من تراكم المواد وقرب الامتحانات هو السبب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ALI AHMED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك - أيها الابن الكريم – ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يكتب لك النجاح والفلاح، وأرجو أن تعلم أن لكل مجتهد نصيب، وأن على الإنسان أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
لكي يطرد الإنسان الملل عن نفسه لا بد له أولا أن يقسم يومه ويضع جدولا للمواد، وأن يبدأ بأحب المواد إليه، وأن يكون مكان المذاكرة مريحا، وأن يعطي النفس حظها وحقها من الراحة وحقها من الطعام، وأن يختار أيضا الاستعداد النفسي بالنسبة للمذاكرة، كذلك أيضا عليه أن يغير من هيئات المذاكرة وأوضاعها، ويحرك جسمه، ويكسر الروتين الذي اعتاد عليه، وهي نقاط غاية في الأهمية لكي يطرد الإنسان الملل، فإن الملل إنما يأتي للإنسان الرتيب الذي ليس له أنماط تتغير في حياته وتتجدد، وليس له أساليب جديدة ينعش بها مسألة المذاكرة أو ينشط بها الجسد أو ينشط بها العقل أو يحرك بها الدورة الدموية في جسده.
هذه مسائل لها علاقة وثيقة جدا بمسألة النجاح في المذاكرة، ولذلك أحيانا قد يحتاج الطالب إلى أن يتحرك في المذاكرة، أن يغير هيئته، يغير مكانه، يترك مادة ليبدأ في مادة أخرى، أن يتذكر الأهداف الكبيرة والأطماع التي يريد أن يحققها من خلال دراساته، فإن تذكر الأهداف واستحضار النية، وكل ما كانت الأهداف كبيرة أوجدت في النفس حوافز جيدة من أجل أن يتقدم الإنسان، وينهض بهمة عالية ليواصل مذاكرته ويواصل دراسته.
كذلك أيضا ينبغي (بالعكس) أن يحملنا قرب الامتحان على المزيد من الاجتهاد، ومزيد من الشعور بالمسؤولية، ولا أقول تكثيف الجهود، بل ترتيب الجهود وتنظيمها، والعبرة ليست بكثرة القراءة، ولكن باستثمار الأوقات والتركيز أثناء القراءة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك التوفيق والسداد، وتعوذ بالله أيضا من الشيطان، وتوجه إلى مالك الأكوان، وتجنب المعاصي فإن المعاصي تنسي العلم، كما قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم) وكما قال تعالى: {واتقوا الله} ماذا وراءها؟ {ويعلمكم الله}.
وانظر مشكلة الكسل والملل عند المذاكرة وعلاجها: (274087 - 527 - 251403 - 268380- 279292).
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.