كيف أخفف من غضبي من إخلاف الناس وعودهم لي؟

0 322

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاكرة لكم تخصيص جزء من وقتكم للإجابة على سؤالي.

أنا حساسة لدرجة مقيتة، أتضايق كثيرا من أتفه الأشياء، ولدي مشكلة كبيرة في من يخلف وعدا قطعه لي، فأسبب مشكلة حتى لو كان وعدا تافها، وقد أقطع العلاقة به، أبالغ كثيرا في ردة فعلي، وقد أخسر الكثير ممن حولي أو خسرت إلى حد ما! أكره الخذلان وبشدة، كأن تخبرني صديقة أنها ستزورني اليوم أو سنخرج، لكن تخبرني مرة أخرى أنها لا تستطيع بسبب عذر غير مقنع بالنسبة لي، أغضب كثيرا، أصبحت لا أحب سؤال أحدهم للخروج، الجميع حولي يخبرني أني أبالغ لكني بحق أكره هذه الصفة، وجميع من حولي يمتلكها، لماذا يقطعون وعدا في حين أنهم لا يستطيعون الوفاء به؟

قد تكون مشكلتي تافهة لكن تسبب لي الكثير من المشاكل والنزاعات، وفي المقابل حينما يخبرني أحدهم أن أخرج معه لا أحب أن أرفض، فأذهب غالبا ولو كنت لا أريد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة–، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونسأله تبارك وتعالى أن يهدينا وإياك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

وقد أحسنت، فإن الإنسان لا يقبل الخلف بالوعد، ولا يريد للناس أن يكون عندهم هذا التهاون في المواعيد، والالتزام بالوقت المطلوب، فإننا نتألم جدا لدخول هذا المرض إلى مجتمعاتنا، بل وصول هذا المرض إلى فئات الطيبين والطيبات المتدينين والمتدينات، الذين ينبغي أن يدركوا أن الدين دعوة إلى النظام والانضباط والوفاء بالوعود، كما تعلمنا من رسولنا -عليه صلاة الله وسلامه–، وكما أمرنا الله تبارك وتعالى حيث قال: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}، وقال: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق}، والنصوص في هذا كثيرة معلومة، لكن على كل حال لابد أن تهوني على نفسك، لأن هذا الداء العضال متمكن، وإذا حاول الإنسان أن يغضب في كل مرة ويكون سلبيا، فإن هذا قد يجلب له كثيرا من المتاعب، ويحرم الناس أيضا من ثمار هذه الجدية وهذا الحرص.

نحن نريد أن تتعاملي مع الوضع بكل هدوء، لكن بحزم وجدية ونصح، حتى يرتفع الناس معك إلى مستوى الالتزام بالمواعيد، وبذلك تكونين قدمت خدمات كبيرة بخلاف مجرد الغضب ثم الانسحاب من الساحة، وعدم القبول بأي عذر يقدمه الإنسان، نحن نوقن أن الإنسان قد تحصل له أعذار ومواقف صعبة تقعده عن الوفاء بالتزاماته، لكنه في ذلك ينبغي أن يبادر بالاعتذار ويوضح للناس ويسترضيهم، حتى لا يفهم الناس أن هذا التأخر وعدم الاستجابة هو نوع من التحقير والإساءة بالنسبة لهم.

لذلك نحن نتمنى أن تستمري على هذه الصفة الجيدة لكن بمقدار، ودون أن تحملي نفسك فوق طاقتها، وكذلك أيضا أن تدركي أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن، وإذا كان الإنسان حساسا لهذه الدرجة فإنه قد يلحقه ضرر كثير، وتصيبه آلام نفسية، لأن الناس لا يهتمون بما يهتم به.

ونحن سعداء حقيقة بهذه المشاعر النبيلة، وبهذا الحرص على الخير، ونتمنى أن تتحولي إلى مربية وموجهة، تجتهدي في أن تزيدي أعداد من يلتزمن بالأوقات، ويحافظن على المواعيد، لأن هذا من الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونتمنى أن تأخذي الأمور بمنتهى السهولة، فإن المؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم، خير من المؤمنة التي لا تخالط ولا تصبر.

نسأل الله أن يعينك على الصبر والخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات