أصاب برجفة وبرودة وضيق عند دخولي لساحة المدرسة، ما تفسيركم؟

0 300

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي الأول: أنا فتاة هادئة لكن قبل ذلك كنت مرحة بحدود، يعني شيء جميل، أما الآن أصبحت هادئة لحد الملل، وقد شعرت بذلك من صديقاتي، وحتى أصبحت لا أتكلم فقط أستمع، وأصبحت كلما دخلت المدرسة خصوصا الساحة، أشعر برجفة غريبة تتبعها برودة في أطرافي، وعدم راحة مع أن المكان يكون حارا بمعنى الكلمة، أي بدون مكيفات، ودائما يحدث لي الأمر في ساحة المدرسة عند الدخول لها، فما هي الأسباب الممكنة لذلك؟ هل هو خوف أم إحباط أم ماذا؟ وعندما أسأل صديقاتي إن كان الجو باردا، يجيبون: لا، حر فظيع! أنا نحيفة، هل هذا هو السبب؟

كنت قد قرأت استشارة لكم في نشاط أو نقص في الغدة الدرقية، وكانت هناك أمور مشتركة بين الأمرين وجدتها لدي، هل تنصحني بالذهاب للمستشفى للتحاليل؟

السؤال الثاني: لدي في المنزل أربعة مصاحف خاصة بي غير التي مع أهلي، وأرى أنها كثيرة فأنا لا أحتاج سوى واحد، وكلما رأيتها أشعر بالسوء لأني أخاف أن أكون بذلك قد هجرت كتاب الله، فأنا لا أستطيع أن أقرأ بها كل يوم، لكن اتخذت لي واحدا فقط للقراءة منه يوميا، هل أعتبر آثمة لتركي الثلاثة الباقية؟

أعانكم الله ووفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالنسبة لسؤالك الثاني -إن شاء الله تعالى- سيجيبك عليه أحد الإخوة المشايخ، لكن بما أنه توجد بعض الجوانب النفسية المتعلقة بسؤالك هذا، رأيت أنه من الواجب أن أعلق تعليقا بسيطا، وهو:

الذي استنتجته من سؤالك هذا، أنه ربما تكون بعض الوساوس القلقية هي التي شغلتك حول هذا الأمر، وجعلتك تبحثين عن الفتوى في هذا الشأن، حيث إن الأمر بسيط، لكن الإنسان إذا كان مدققا ويفرض على نفسه بعض الأفكار الوسواسية، هنا يجد هذا الفكر يلح عليه لمعرفة الحقيقة من أصولها، فالأمر فيه شيء من الوسواس، والوسواس دائما يعالج من خلال التحقير، ورفض الفكرة وعدم الانجرار وراءها.

بالنسبة لسؤالك الآخر وهو أنك أصبحت تصابين بالملل، وشعورك بالبرودة في الأطراف، وعدم الراحة مع أن المكان يكون حارا، فالشعور بالملل، وافتقاد الانشراح والتفاعل الاجتماعي الحيوي، يكون سمة في بعض الأحيان ملازمة للإنسان نسبة للتغيرات النفسية، والبيولوجية والبيئية التي يمر بها خاصة في مثل عمرك، هذا التفاعل أرى أنه -إن شاء الله تعالى– تفاعل عارض، يجب ألا يشغلك كثيرا.

وإذا ربطت شكواك هذه بموضوع سؤالك حول المصاحف، أعتقد أن الشخصية القلقية الوسواسية هي أيضا قد أدخلتك في شيء من الإحباط، فحاولي أن تكوني فعالة، وأن تجعلي تفكيرك دائما في الجانب الإيجابي، لك أشياء طيبة وجميلة في حياتك يجب أن تستفيدي منها، وتجاهلي السلبيات بقدر المستطاع.

سؤالك حول الفحص: أعتقد أنه ضروري، خاصة أنك افتقدت شيئا من وزنك، كما أن تفاعلك مع الحرارة يبدو أنه متأثر بتغير ما، هذا التغير ربما يكون تغيرا هرمونيا، ولذا أنصحك بفحص مستوى هرمون الغدة الدرقية، ويفضل أيضا أن تتأكدي من مستوى الهيموجلوبين لديك، والفحص العام من معرفة نتيجة السكر ووظائف الكبد والكلى، هذه فحوصات بسيطة جدا، فاذهبي إلى الطبيبة في المركز الصحي أو طبيبة الأسرة، وسوف تقوم بالواجب حيالك، وبعد أن تظهر نتائج الفحوصات سوف يتم -إن شاء الله تعالى– إعطاؤك اللازم إن احتجت ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

*****************************************************************
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول- الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
******************************************************************

مرحبا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يذهب عنك كل سوء ومكروه، ونشكر لك تواصلك معنا، وحرصك على أن تكوني ممن يقوم بكتاب الله تعالى بحقوقه، ونسأله سبحانه وتعالى مزيدا من الهداية والتوفيق.

ما ذكرته في شأن المصحف –أيتها البنت العزيزة– ليس هجرا له، فإن هجر القرآن الذي ذم الله عز وجل فاعليه، وشكى الرسول -صلى الله عليه وسلم– ذلك إلى ربه، أنواع ليس منها أن يهجر الإنسان بعض المصاحف الجديدة فلا يقرأ فيها، ويتخذ لنفسه مصحفا يقرأ فيه، والعلامة ابن القيم –رحمه الله تعالى– قد بين المراد بهجر القرآن، فقال: هجر القرآن أنواع:

الأول: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
الثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه.
الثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه.
الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به.
الخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب.

ثم بين –رحمه الله تعالى– أن هذا الهجران لا يستوي في الحكم، فبعضه أهون من بعض، وبعضه الآخر أشد من البعض الآخر، فلا ينبغي أبدا أن تتخذي من هذه القضية سببا للهم والقلق، وما دمت تملكين مصاحف زائدة عن الحاجة فإن النصيحة لك أن توقفي هذه المصاحف، أي تجعليها وقفا لله تعالى في مسجد من المساجد، فتتصدقي بها صدقة جارية في أحد المساجد يقرأ بها، وتنتفعين بذلك في حياتك وبعد مماتك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتولى أمرك، ويأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات