السؤال
السلام عليكم ..
جزيتم كل الخير على هذا الموقع المبارك، والذي صار ملاذنا عند الرغبة في معرفة أي أمر يخصنا، فلا حرمتم أجرنا يا رب.
سؤالي هو: منذ أن تزوجت، أي منذ سنة - ولله الحمد - لم تكن الدورة منتظمة لدي، وقبل ثلاثة أشهر أصبحت تأتي غزيرة جدا وطويلة، فالمدة لا تقل عن أسبوعين، كما أنها تزيد كلما قمت بأقل مجهود، كالمشي، وأعمال المنزل، ولا تتوقف إلا لثلاثة أيام إلى أسبوع بالكثير، ثم تعاود المجيء.
ومع التحاليل ظهر لدي ارتفاع في هرمون الحليب، وصرف لي الطبيب دواء هرمون الحليب، وهو نصف حبة كل ثلاثة أيام، وبعد بدئي بتناول الحبوب، لم تنزل الدورة منذ 5 أسابيع تقريبا، فقمت بعمل تحليل للحمل لأتأكد، وذلك لمعرفتي بلزوم توقفي عن الحبوب في حال الحمل، وكان التحليل ايجابيا في البول - أكرمكم الله - ولكن الخط الثاني كان أخف من الأول، فراجعت العيادة لتحليل الدم، فظهر سلبيا، ومازالت الدورة منقطعة؛ مع نزول إفرازات تشبه الطهر.
سؤالي: هل لحبوب هرمون الحليب علاقة في تأخر دورتي وانتفاخ جسمي المفاجئ؟ وهل من الممكن أن يكون هناك حمل لم يظهر في الدم، ويحتاج لإعادة تحليل بعد فترة؟ وما السبب في ظهور الخطين في شريط المنزل - والذي يقال بأنه دقيق 100% - مع عدم وجود الحمل؟
وجزيتم كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
عافاك الله - أختنا الفاضلة - ويسر لك الشفاء بحوله وقدرته.
اضطراب الدورة الشهرية سواء في حالة عدم الانتظام أو غزارة الدورة الشهرية وتكرارها أكثر من مرة في الشهر، وارتفاع هرمون الحليب، كلها مؤشرات على وجود حالة من التكيس على المبايض، وهي ما تعرف بمتلازمة التكيس PCOS، وفيها تضطرب الدورة وتتأخر لفترات طويلة أو تأتي غزيرة.
وقد يظهر بعض الشعر في الوجه والصدر والبطن، وقد يظهر حب الشباب، وليس شرطا أن يكون الوزن زائدا، فوزنك المكتوب 58 كجم، وهذا الوزن يعتبر طبيعيا، ومن بين الأشياء التي تحدث مع التكيس زيادة هرمون الذكورة عن الحد المقبول عند السيدات، وهذا يؤدي إلى ظهور حب الشباب، والشعر الزائد، وزيادة هرمون البروستاجلاندين في بطانة الرحم بمعدل أعلى من الطبيعي، وهذه الزيادة تؤدي إلى خلل في تخثر الدم داخل الرحم؛ مما يجعل النزيف كثيرا ومتكررا، ويحدث كذلك زيادة في سمك بطانة الرحم التي تنزل كل دورة شهرية، مما يزيد من مشكلة النزيف.
وغزارة الطمث أو الدورة الشهرية تؤدي إلى الأنيميا أو ضعف الدم، وبالتالي يجب عمل صورة للدم كاملة، وأخذ الفيتامينات اللازمة لتعويض الفاقد من الدم كل شهر، مع فحص إنزيمات الكبد؛ لأن مشاكل الكبد تؤدي إلى عدم تجلط الدم بشكل طبيعي، وبالتالي حصول النزف الشديد.
كذلك يجب قياس هرمونات الغدة الدرقية؛ لأن كسل الغدة يساعد في حدوث مشكلة التكيس على المبايض.
وقد قمت بإجراء تحليل هرمون الحليب PROLACTIN ويجب الاستمرار على العلاج الموصوف للهرمون، وإعادة التحليل، حتى تصل قيمته إلى قرب الصفر، ويجب إجراء بعض التحاليل لمعرفة حالة الهرمونات المسئولة عن التبويض، وهرمونات المبيض نفسه، وهي:
FSH - LH - TSH- ESTROGEN –TESTOSTERONE
وتكون ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، ويجب عمل سونار على المبايض من جوف الرحم، وإذا لزم الأمر أخذ عينة من بطانة الرحم للتأكد من مسألة زيادة سمك البطانة الرحمية.
وحتى يتم تشخيص الحالة: يجب تناول حبوب منع الحمل في الشهور الستة القادمة لتنظيم الدورة الشهرية، ووقف النزيف مع أخذ حبوب علاج هرمون الحليب، ويجب تناول فيتامين د كبسولات، وأخذ أقراص فولك أسيد يوميا، ومجموعة فيتامينات، مثل: TOTAL FERTILITY لتحسين الدم والتبويض، مع الغذاء الصحي، وممارسة رياضة المشي.
وللإجابة على الأسئلة الموجودة في آخر الاستشارة:
إذا لم يكن هناك حمل في الأساس، وكان ارتفاع هرمون الحليب يعتبر جزءا من المشكلة، وظهور الخط الخفيف لا يعتد به، واختبار الحمل في الدم هو الذي يقطع الشك باليقين.
وفقك الله لما فيه الخير.