السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أدرس في السنة الأخيرة ماجستير, وقد نويت أن أكلم أحد أقاربي عن ابنتهم على أني سوف أتزوجها مستقبلا -إن شاء الله- البنت مقربة لي وذات حسب ونسب متدينة وحافظة لكتاب الله، وتدرس الدين وخلوقة، ومن عائلة متدينة وغنية، لكني بعد أن سألت عنها وجدتها مخطوبة بشهور فقط!
البنت أحببتها مند سنتين وتمنيتها زوجة لي، حتى إني لم أرها، فلم تتح لي الفرصة، لكن استحييت.
رسمت مستقبلا معها، ودائما أقول سوف أكلم أهلها لكني كنت مشغولا بالدراسة، وأنا كذلك أستحيي أن أكلم عائلتي في هذه المسائل حتى أنهي دراستي.
البنت كنت أنوي أن أضعها نصب عيني حتى أعف نفسي، وأنا -الحمد لله- شاب ملتزم، والآن رضيت بقضاء الله، رغم أنه مرت بي فترة عصيبة بعد أن تلقيت الخبر.
تركتها لله، وأصبحت متمسكا بالدين أكثر، وأسألكم الدعاء لي إن كانت ما زالت من نصيبي، فحققها لي يا رب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونؤكد لك أن من مناقب الشاب أن يخطب صاحبة الدين، كما أن من مناقب الفتاة أن تختار صاحب الدين، القوي الأمين، نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
قد أحسنت برضائك بقضاء الله وقدره، والمؤمن لا يجوز له أن يخطب على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع، وعلى كل حال فإنا ندعوك إلى أن تنشغل بالعبادة والطاعة والإنابة والتوجه إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ولا يمكن للإنسان في هذه الدنيا أن ينال إلا ما قدر له وإلا ما كتب له.
حتى هذه اللحظة الإنسان لا يعرف ما الذي يحدث أو سيحدث، ولكن من الحكمة ألا يشغل الإنسان نفسه بهذه الأمور، عليه أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وإذا كنت -ولله الحمد- متدينا فإن المتدين عملة نادرة، وستجد من الصالحات وممن يبحث عنك من الأولياء الصالحين يبحثون عنك لبناتهم، فإن السعيد هو الذي يجد شابا صالحا لفتاته، والعاقل يخطب لبناته كما يخطب لأولاده.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونحن نكرر شكرنا لك على هذه المشاعر النبيلة، ونتمنى إذا أتيحت لك فرصة ووجدت فتاة مناسبة صالحة ألا تتأخر، فإنه معروف أنك في الدراسة لكن من الممكن أن تكلم والدة أو عمة أو خالة، فقد تعطي إشارة كافية بالنسبة لهم، لو عرفوا أنك تريد.
كما قلنا كل شيء بقضاء الله وقدره، ونحن لا نريد أن تتحسر وتقول (لو أني فعلت كذا كان كذا) ولكن نريد أن تقول (قدر الله وما شاء فعل) لأن لو تفتح عمل الشيطان، وتجلب لك الحسرات والآهات، وهذه الحسرات والآهات والتأثر لا يقدم وإن كان يمكن أن يؤخر ويقعد الإنسان عن كثير من الطاعات أو المعالي أو الدراسة أو أي مما فيه خير وجد للإنسان.
خير للإنسان أن يطوي مثل هذه الصفحات ويتوجه إلى رب الأرض والسموات، ويرفع أمره ويفوض أمره إلى الله تبارك وتعالى، ويعلن رضاه بقضاء الله وقدره، كما قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).
نسأل الله أن يسعدنا وإياك بطاعته، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.