الشعور بالخوف يلازمني في كل مكان.. فهل هناك علاج لحالتي؟

0 251

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت معاناتي بعد أن أغمي علي بعد خلع ضرس العقل، أتوقع أن سبب إغمائي هو بسبب خوفي الشديد من طبيب الأسنان، فبعد هذه الحادثة أصبحت أخاف بكثرة، وأخاف أن يغمى علي في أي مكان.

أصبحت أخاف الخروج من المنزل، وعند خروجي أشعر بسرعة دقات قلبي، مع توتر وقلق وتعرق وبرودة، وأريد العودة حالا للبيت، وأيضا عند ذهابي للسوق أشعر بأني لا أستطيع الوقوف طويلا, وعند التجمعات أشعر بعدم الراحة، وعند جلوسي أشعر وكأن الأرض تهبط بي - وكثير ما أعاني من هذا الشي - كما أنني أخاف من المرتفعات، حتى عندما أشاهدها بالتلفزيون أعرق، وتزيد نبضات قلبي، وأشعر بالتقيؤ، لا أريد الذهاب للمستشفيات.

ولقد سمعت عن حبوب مفيدة للخوف اسمها إندرال، فهل أستخدمها؟ وفيما لو كانت هناك أدوية أخرى تخفف معاناتي من الخوف أستطيع أخذها من الصيدلية.

أتمنى أن تفيدني.

وشاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تفاني أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنت تعانين من قلق المخاوف العام، ومخاوفك كما تفضلت بدأت بخلع الضرس، والخوف الشديد الذي انتابك حين ذلك أدى إلى المخاوف المستقبلية من خلال الآلية السلوكية التي تسمى بالارتباط الشرطي.

وقلق المخاوف شائع وكثير جدا، وعلاجه ليس بالصعب - إن شاء الله تعالى- وقلقك ومخاوفك شخصية، وهي أنك تحسين بعدم الارتياح في التجمعات، وتحسين أنك أكثر أمانا في البيت، وهذا يسمى برهاب الساحة، وهو نوع من قلق المخاوف.

الاندرال دواء بسيط وجيد لعلاج الأعراض الفسيولوجية أي الجسدي المصاحبة للخوف، ولكنه ليس الدواء الأمثل، ويجب أن يدعم بأدوية أخرى، وأفضل علاج في حالتك هو دواء زولفت، ويسمى لسترال، واسمه العلمي سيرترلاين، وقطعا أحب أن تذهبي، وتقابلي الطبيب النفسي، وهذا هو الأفضل، ولكن إن لم تستطيعي ذلك، وبعد موافقة ذويك، فلا مانع من تناول الزولفت بجرعة نصف حبة أي 25 مليجرام ليلا من بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة، واستمري عليها لـ3 أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة لمدة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن الدواء.

هذه الجرعة بسبطية، حيث أن بعض الناس يحتاج لتناول 4 حبات في اليوم، وبالرغم من كبر هذه الجرعة، إلا أنها جرعة سليمة، ولا أعتقد أنك تحتاجينها.

الاندرال لا مانع منه، فهو يدعم الزولفت، ويخفف حدة الأعراض الجسدية، وخاصة الرعشة، والتعرق، وتسارع ضربات القلب، وجرعته 10 مليجرام صباحا ومساء، لمدة شهر، ثم 10 مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن الدواء.

لا بد أن تهيئي نفسك فكريا وسلوكيا بأن تحقري فكرة الخوف هذه، وتحاولي بقدر المستطاع أن تعرضي نفسك لمصادر خوفك، مع ضرورة منع الاستجابة السلبية، ويقصد بها الهروب عند المواجهة.

سيكون من الجميل لك أن تدخلي في أنشطة اجتماعية ذات جدوى، وتفيد هذه الأنشطة في زوال هذه الأعراض، وفيها حسن الثواب، ومن هذه الأنشطة: الذهاب لدور تحفيظ القرآن، وهذا نوع من العلاج الجمعي السلوكي الممتاز، وستحسين هنالك بالطمأنينة، وتتعرفين على الفاضلات من النساء، كما ستتعلمين وتكتسبين المعرفة، واقتحام فكرة الخوف من التجمعات، فكل ذلك سيعود عليك بالخير الكثير.

من المهم أيضا القيام بتمارين الاسترخاء، وهي موجودة في موقع إسلام ويب تحت رقم: 2136015 ، أرجو تطبيقها، واتباع إرشاداتها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات