بين سندان العقم ومطرقة الطلاق

0 390

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا متزوجة منذ 6 سنوات ولم أنجب، أعاني من عدم انتظام الدورة، وقمت بجميع التحاليل المطلوبة وتبين أني أعاني من فشل المبايض المبكر، أخذت إبرا لتنشيط المبايض عدة مرات، كما قمت بالتلقيح الصناعي لكنه لم ينجح معي، أخبرتني الطبيبة أن أطفال الأنابيب لن ينجح معي، فعندما أقوم بتنشيط المبايض تخرج بويضة واحدة فقط، المهم يئس الأطباء من حالتي.

قمنا بزيارة بيت الله الحرام في رمضان طمعا في رحمة أرحم الراحمين، أدعو الله في كل سجدة وكل صلاة، وأتحرى أوقات الإجابة، راجية من الله العلي القدير أن يفرج همي، وأن يرزقني طفلا صالحا تقر به عيني.

المشكلة الأكبر أن زوجي بدأ ينزعج من الموضوع، نقطن في فرنسا والتعدد هنا غير قانوني، وقد طلب مني أن نفترق، حدثته مرارا أن الأمر ليس بيدي، وأنه قدر الله وهو على كل شيء قدير، فقد رزق سيدنا زكريا بيحيى –عليهما السلام- وهو رجل عجوز وامرأته عاقر، وأنه يجب علينا أن نحسن الظن بالله فهو الذي قال في كتابه العزيز:{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، وقال:{ فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}، لكن لا حياة لمن تنادي، أحيانا يرد قائلا: إن الله لن يرزقك .. الخ. زوجي ليس سيئا، بل هو إنسان طيب وكريم، وأحترم مشاعره ورغبته في الذرية، لكن لكل أجل كتاب.

أنا الآن أعيش في هم لا يعلمه إلا الله، فأنا لا أعرف أحدا هنا سوى زوجي وأسرته، أسرتي في بلدي الأصلي، ولن أتحمل الوحدة والعيش وحيدة، إنني تائهة ودموعي دائمة السيلان، لم أخبر أهلي بعد بالأمر لأني لا أريد مضايقتهم، أحيانا أحس أني لا شيء. أرشدوني جزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nadia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، وقد عرفت باب التوفيق، فالجؤوا إلى الله تبارك وتعالى، وأكثروا من الاستغفار، ومن قول ربنا {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}، ومن اتخاذ الأسباب لإنجاب الذرية، وذلك بالاستفادة من الأوقات المناسبة التي تكون فيها البويضة نازلة، وأصلا ملايين الحيوانات المنوية لا تتلقى في النهاية إلا بويضة واحدة، ولا تتلقى البويضة إلا حيوان منوي واحد، فإنها ستكون تلك الواحدة -بإذن الله تعالى–، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير، وأن يلهمكم الصبر والسداد.

واعلموا أن العامل النفسي له أثر كبير أيضا في هذه المسألة، وكما أن الثقة في الله تبارك وتعالى والتوجه إليه والرغبة في تأييده وتوفيقه له بالغ الأثر، فحاولي تقويم العلاقة مع زوجك، وحاولي أيضا تذكيره بالله وربطه به تبارك وتعالى، وتجنبي الأحزان المتصلة، فإن الأمر لله من قبل ومن بعد، والبكاء لا يجدي، ولكن أنت بحاجة إلى عمل إيجابي، إلى الاهتمام في أغذية تساعد في هذا الجانب، والاقتراب من زوجك، والاستفادة من كافة الفرص خلال أيام الخصوبة التي تمر بها المرأة.

المهم عليكم باتخاذ الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب، وأرجو كذلك أن تواصلوا التعامل مع أطباء جدد، فإنه قد يصل الطبيب الأخير ما فات على الأول، ويدرك جانبا من جوانب الخلل، وهذه أسباب يفعلها الإنسان، ثم يتوكل على الرزاق الوهاب الذي قال سبحانه وتعالى: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}.

وهذا الزوج ما ينبغي أن يستعجل هذه المسألة، ويوقن أن الذرية هبة من الوهاب سبحانه وتعالى، وليته أدرك أنه قد يتزوج بواحدة وثانية وثالثة ورابعة لكنه قد لا يرزق، لأن الأمر لله تبارك وتعالى، وليس لك أو له ذنب في هذه المسألة، والمطلوب في هذه الأحوال هو أن يرضى الإنسان بقضاء الله تعالى وقدره.

ونحن نقترح أن تعطوا المسألة فرصة، وأن تكرروا المحاولات بعد أن تتوجهوا إلى رب الأرض والسموات، واحرصوا على مواصلة التعامل مع أطباء آخرين، ومتابعة التطور الكبير الحاصل في هذا المجال، طفل الأنابيب أو نحو ذلك من المحاولات التي يمكن أن تنجح، فكون طبيبة تقول (لا تنجح العملية)؛ هذا لا يعني نهاية المطاف، وكم من إنسان قال له الأطباء (لن تعيش إلا أسبوعا) وعاش عشرات السنين، وكم من إنسان ظن الأطباء أنه قد مات وهو حي يرزق وقد بلغ العافية، ليس بطبهم لكن بتوفيق العليم الخبير سبحانه وتعالى.

فعمقي ثقتك في الله تبارك وتعالى، واستعيني به سبحانه وتعالى، وأكثري من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) وأكثري من قول ربنا تبارك وتعالى: {وازقنا وأنت خير الرزاقين} ومن دعاء زكريا: {هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} ومن دعائه أيضا: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} ومن دعاء خليل الله إبراهيم: {رب هب لي من الصالحين} واجتهدوا في البحث عن كل وسيلة مشروعة يمكن أن تعدل أو تهيأ لك فرص الإنجاب.. ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات