أستطيع الاختلاط بالناس..لكن لا أستطيع الابتعاد عن المنزل!

0 408

السؤال

السلام عليكم

أعاني من خوف وهلع وزيادة في نبضات القلب إذا ما ابتعدت عن المنزل, صار لي سنة ونصف على هذا الحال, لا أقدر أن أغير من حالتي, لكن والحمد لله تحسنت حالتي وقمت أبتعد قليلا قليلا عن المنزل, لكني أرجع بسرعة, وفي الليل لا أستطيع أن أبتعد.

علما أني كنت مدخنا وتركت التدخين, وكان والدي مريضا وتوفي من المرض.

أنا أستطيع أن أجتمع بالناس وأخطب أمامهم, لكن فكرة الابتعاد عن المنزل تراودني منذ سنة ونصف, علما أني كنت من أكثر الناس خروجا من المنزل, والآن زواج أختي بقي له 3 أسابيع, ولا أعرف ماذا أفعل.

أرجوكم ساعدوني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع.

وطالما أنه لا توجد عندك مشكلة معينة مع الاجتماع بالناس والحديث أمامهم، فالغالب أن لديك ربما حالة من الخجل أو التردد, أو رهاب الخروج من البيت, وربما لسبب ما، سواء عرفناه أو لم نعرفه، وربما لوفاة والدك أو غيرها من الأحداث، عندك هذا الخوف من الابتعاد عن البيت.

الموضوع ربما ليس له علاقة بالاجتماع بالناس بحد ذاته، وإنما بموضوع رهبة الخروج من البيت، وهذه حالة معروفة ونعالجها باستمرار عند الشباب، ولعل كثرة الأسئلة والأجوبة في هذا الموضوع على هذا الموقع وغيره ليشير إلى مدى انتشار مثل هذه الحالات.

وفي كثير من حالات رهبة الخروج من البيت تترافق مع حالات من نوبات الهلع أو الفرع، حيث يشعر الشخص وبشكل مفاجئ بتسرع نبضات قلبه، وتعرقه وربما بعض الارتعاش، مما قد يضطره للعودة السريعة للبيت من جديد.

ومن أهم طرق علاج هذا الرهاب والخوف، هو العلاج السلوكي والذي يقوم على إعادة تعليم الشخص بعض السلوكيات والتصرفات الصحية كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن المزعجة أو الخروج من البيت، فإنه يقوم بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا, ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.

ولكن ليس بالضرورة على كل من يعاني من رهاب الخروج من البيت أن يذهب للأخصائي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه، والمطلوب منك الآن العمل على الخروج شبه اليومي من البيت، واقتحام مواقف الاختلاط بالناس والتعامل معهم، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا.

إنك كلما طال بقاؤك في البيت، كلما صعبت عليك العودة والخروج من جديد، والنصيحة أن تعود ومن الغد وكما كنت في الماضي كثير الخروج، إن لم يكن اليوم، وليس بعد الغد ستعود، ومن الطبيعي والمتوقع أنك ستواجه بعض الصعوبات في بداية الساعات الأولى من العودة للخروج، وربما الأيام الأولى، ولكن ما هو إلا يوم أو يومين حتى تبدأ بالشعور بالراحة والاطمئنان والثقة بالنفس، وبراحة الضمير والشعور بالنجاح والإنجاز، أنك تجاوزت هذه العقبة، وسترى وخلال فترة قصيرة، وقبل زواج أختك، كيف أن ما كنت تخشاه من الخروج من البيت ليس مخيفا كما كنت تعتقد الآن.

وأنصحك أيضا بقراءة كتاب عن حالات الخجل والرهاب، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، وبسرعة.

فهيا فأنت ما زلت في عمر الشباب المبكر، ولديك الفرص الكثيرة للعمل والعطاء والتفوق، ولكن.... لا بد أولا من حضور الترك للمنزل وراء ظهرك!

ويقال أن السفن يمكن أن تبقى آمنة وهي على شاطئ البحر، إلا أنها لم تصنع لهذا!

وفقك الله ويسر لك الخروج والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات