السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على هذا الموقع، جعله الله لكم صدقة جارية إلى يوم القيامة.
أعاني منذ ولادة طفلي الأخير قبل خمس سنوات من ضعف زوجي الجنسي، ليس ضعفا وإنما انقطاع نهائي لقدرته، كنت أجد صعوبة كبيرة في مفاتحته بالموضوع، لكني لمحت له عدة مرات وأجابني بأنه مرتاح هكذا، هذا بغض النظر عن سوء أخلاقه معي ومع أطفالي، وعدم التزامه بالدين والصلاة، يا إخواني أنا لا أزال في شبابي، وجل همي خوفي على نفسي أن أقع في الحرام يوما، أنا وزوجي أصبحنا إخوة منذ عدة سنوات، حتى منامنا منفصل ولا يوجد بيننا أي شيء مشترك، حتى أنه لا يهتم ولا يسأل عني إذا كنت مريضة أو تأخرت خارج المنزل أو أي شيء، بعض الأحيان أحس أنه يكرهني ولا أعلم السبب، أنا على قدر كبير من الجمال، وأعتني بنفسي جيدا.
لا أعلم ماذا أفعل، أفتوني جزاكم الله كل خير عني، وعن كل من أغثتموهم بالإجابة، هل أطلق زوجي وأحرم أطفالي منه أم أصبر وأنا أخاف على نفسي من الوقوع في الخطأ؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقر عينك بصلاح أحوال زوجك وإصلاح ما بينكما.
نصيحتنا لك -أيتها الكريمة– أن تبدئي أولا بمحاولة إصلاح حال الزوج باتباع الطرق الآتية:
أولا: الاعتناء بنفسك بحسن التبعل والتجمل لزوجك، وارتداء ما قد يلفت انتباهه ويثيره من الملابس ونحوها.
ثانيا: ملاطفة زوجك والتودد إليه بحسن الكلمة وجمال العبارة، والتعبير عن حبك له وتعلقك به، ونحو ذلك من الكلمات التي تضطره لأن يبادلك المشاعر نفسها، وتحركه في الاتجاه نفسه.
ثالثا: مصارحة زوجك بأنك بشر وأن لك حاجة في زوجك، كما أن الزوج يحتاج إلى الزوجة، ومحاولة التودد إلى زوجك بأن قضاء مثل هذه الحقوق والحاجات للزوجة مما أمر الله تعالى به، وهي من حسن العشرة، والزوج مأجور عليها، كما دلت على ذلك الأحاديث.
رابعا: محاولة استغلال أوقات هدوء الزوج، ووجوده في البيت لإسماعه بطريق غير مباشر بعض النصائح والدروس، والمحاضرات والمواعظ التي تتحدث عن العلاقة بين الزوجين، وحاجة كل واحد منهما وحقوقه وحقوق الطرف الآخر، فإن هذه الوسائل -بإذن الله تعالى– ستؤثر إيجابا على الزوج، ويغنيك الله سبحانه وتعالى عن اتخاذ خطوات أخرى فيما لو يسر تعالى وأصلح حال هذا الزوج، مع الأخذ بالسبب الموصل لكل خير، وهو التعلق بالله سبحانه وتعالى، والإكثار من دعائه واللجوء إليه، بأن يصلح الحال وأن يهدي زوجك.
فإذا رأيت بأن كل هذه الوسائل لا تفيد، وكنت تخشين على نفسك الوقوع في الحرام، وتظنين أن فرص الزواج لا تزال ممكنة ومتوفرة لك، وأبى الزوج أن يعدل من سلوكه، فإنه لا حرج عليك حينها من طلب الطلاق، لأن في ذلك إضرارا بك، ولا تدخلين في دائرة الذنب التي جاءت في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة) لأنه قد لحقك الضرر حينها، أما إن كنت تستطيعين الصبر على ذلك، وتأمنين على نفسك الوقوع فيما حرم الله سبحانه وتعالى، فإن الحفاظ على البيت وبقائك بجانب أطفالك ربما يكون أنفع لهم، وأنت تؤجرين على صبرك.
وبالجملة فإن هذا المقام يحتاج إلى موازنة بين مصالح والمفاسد المترتبة على الفراق، وتحتاجين لتحقيق النظر في هذا إلى استشارة العقلاء من أهلك وذويك الذين يعرفون واقعك، مع استخارة الله سبحانه وتعالى، واللجوء إليه بصدق واضطرار.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يعجل لك بإصلاح زوجك ويقر عينك بذلك.