السؤال
السلام عليكم
أعاني من سنتين تقريبا من عادة سيئة، وهي حك رأسي من الجهة اليسرى تحديدا منطقة الصدغ، وبشكل شبه يومي، ومنذ فترة أصبحت أحس بألم في هذه المنطقة، وأصبحت حساسة جدا للمس، بالإضافة إلى وجود نبض شرياني واضح فيها.
سؤالي: هل يمكن أن تؤثر هذه العادة على عظام الجمجمة؟ وهل من الممكن أن يكون هناك -لا قدر الله- شعرة أو كسر أم أنها رضوض سطحية؟
مع العلم أني أحاول جاهدة التخلص منها، لكني أعود إليها لا إراديا خاصة في أوقات الامتحانات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shatha habaiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ففي بعض الأحيان يصاب الناس بما نسميه بـ (الأنماط الوسواسية الطقوسية)، التي من خلالها يكرر فعل ما، ويكون هذا الفعل سخيفا ولا داعي له، وأرى أن حالتك تنطبق عليها هذه السمات، والبعض يعتبرها نوعا من الوساوس القهرية أو وساوس الأفعال القهرية، وقطعا علاجها يكون من خلال: مناقشة هذه الفكرة وهذا الفعل، وأنت مدركة تماما أنه ليس فعلا طيبا أو جيدا، فلماذا تجعلينه جزءا من حياتك؟
الانسحاب التدريجي من هذه الممارسة سيكون هو العلاج الأفضل، وفي ذات الوقت هذه الطقوس والرتابة الوسواسية تستجيب لبعض الأدوية مثل عقار (فافرين)، والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين)، بعض الناس يستفيدون منه كثيرا، لكن في بعض الأحيان قد يكون لا داعي له، خاصة إذا كان الإنسان حازما مع نفسه، ومصرا على ألا يقوم بالفعل الذي لا داعي له، فأرجو أن تنتهجي هذا المنهج، وقطعا لا يوجد أي تأثير على عظمة الجمجمة، لكن قطعا العادة نفسها ليست حميدة، ووجود النبض الشرياني، هذا غالبا يكون ناتجا من أحد الشرايين السطحية، لا تقلقي ولا تنزعجي، لكن يجب أن تتوقفي تماما عن هذه الممارسة.
وهناك علاج سلوكي بسيط وسخيف في مظهره العام، لكنه علميا مفيد، التمرين يتطلب أن تجلسي على كرسي مريح وأنت في حالة هدوء، ثم تضعي يدك على رأسك من الجهة اليسرى كأنك تريدين أن تقومي بعملية الحك، وحين تبدأ يدك في الحك انزعيها فجأة وقومي بضرب اليد على طاولة أو جسم صلب حتى تحسين بالألم، كرري هذا التمرين عشر مرات متتالية، أي تأخذين المبادرة بوضع يدك على رأسك من أجل حك المنطقة المذكورة، لكن لا تقومي بالفعل ذاته، إنما تربطي بينه وبين إيقاع الألم على نفسك، وذلك من خلال الضرب بشدة على يدك، هذا -إن شاء الله- يؤدي إلى فتور وتقلص وتراخي في المشاعر الدافعة نحو القيام بعملية الحك، وهذا يعتبر نوعا من فك الارتباط الشرطي؛ لأن الألم لا شك أنه شعور مرفوض، والتطبيق الوسواسي المتكرر شعور محبوب، وإذا التقى الشعور المؤلم بالشعور الذي ألفه الإنسان وتطبق عليه، ولم يستطع أن يتخلص منه حتى وإن كان سخيفا، فالربط ما بين الاثنين قطعا يضعف الفعل المتكرر.
وللمزيد من الاطمئنان قابلي طبيبا في الأمراض الجلدية، ربما يكون هنالك التهاب في حويصلات الشعر أو وجود قشرة أو خلافه، هذا أيضا يطمئنك كثيرا، فأرجو أن تعرضي نفسك على طبيب الأمراض الجلدية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.