لم أحمل رغم محاولاتي وأصبحت أخشى أن أفقد زوجي.

0 378

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا زوجة لرجل مهذب وخلوق، وأحبه من كل قلبي، تزوجنا منذ 3 سنوات ولم يرد الله لي الحمل حتى الآن، وقد قمت بعدة عمليات منها إزالة أورام، ومنظار جراحي، وأجمع الأطباء أن أقوم بعمل حقن مجهري، وقمت به 3 مرات آخرها منذ أسابيع، وكانت نسبة الحمل في الدم ضعيفة -ولله ما يعطي وما يأخذ-، زوجي متزوج من أخرى قبلي ولديه ولدان، لكنه يحب الأطفال كثيرا وهذا سبب من أسباب زواجه مرة أخرى، وفي كل مرة أقوم بعمل الحقن المجهري يكون عندنا أمل كبير وأحلام، ويراعيني كثيرا.

وبعد النتيجة أصاب بالحزن والاكتئاب الشديد، وأحاول أن لا أظهر له وأحاول تخطي الأمر، إلا أن إحساسي بالقلق من فقد زوجي يتضخم وتبدأ سلسلة الاكتئاب، وأحسه ابتعد عني وكلامه يقل، مع العلم أنه مسافر وبعيد عني فلا يحدثني إلا قليلا، يكلمني وكأني أخته للاطمئنان على الحال والصحة فقط، وإذا أردت أن أبث له مشاعر الحب يرد علي باقتضاب شديد، مما يزيد لدي الإحساس بالقلق، وأنه يفكر في الانفصال عني، أو أنه وجد حبا جديدا ويفكر في الزواج من أخرى.

لا أعرف ماذا أفعل، إحساسي بالاكتئاب يزيد خاصة في الصباح، وبالرغم من أني أستغفر كثيرا وأذكر الله، وأسمع دروسا عن التخلص من الهم، وعظم أجر المبتلى فأرضى وأهدأ قليلا، ثم يعاودني الإحساس نفسه، أفكر في أن أعرض على زوجي الزواج مرة أخرى، وأن أرضى بنصيبي معه حتى لا يكرهني، ثم أعود وأتردد لحبي الشديد له، فلا أتخيل أن يتركني ويحب أخرى ويميل لها، وأقول لنفسي لا تستعجلي الأمور، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

أرجو من سيادتكم الرد على رسالتي، والدعاء لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سندريلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن مشاعرك نحو زوجك هي مشاعر صادقة، وتنم على الإخلاص والحب والتقدير والاحترام، وفي ذات الوقت ما دام رجلا فاضلا ويتمتع بأخلاق عالية، لا أعتقد أبدا أنه سيقوم بتصرف خاطئ حيالك.

انشغالك بعدم الإنجاب، أو أن زوجك ربما قد يتزوج بأخرى لأنه يحب الذرية، أعتقد أن هذا الانشغال والتفكير معقول لدرجة، لأن هذه مشاعر إنسانية، ولكن يجب أن لا تحولي هذا التفكير والقلق إلى تفكير سلبي مطبق وبصورة مقلقة، زوجك رجل فاضل، وعندما يكون الزوج كذلك لا أعتقد أنه سيرمي بك ظلما، أو يجحف في حقك، وهو يعلم تماما أن الله تعالى يجعل من يشاء عقيما، وفي ذات الوقت إبداؤك لمشاعر الحب، وأن تكوني على هذه الطريقة والسياق، هذا هو المنهج الصحيح.

مرور 3 سنوات على عدم الإنجاب لا يحتم أنك لن تنجبي في المستقبل، فعيشي على الأمل والرجاء، واستفيدي من المستحدثات الطبية، وفوضي أمرك لله، وليس أفضل من ذلك، فلا تعيشي تحت الوسوسة والقلق، وأنا أعرف أن الأزواج الفضلاء من الذين هم في وضع زوجك يقدرون المرأة التي لم تنجب، حتى وإن كان هدفهم الذرية، بل يتعاطفون معها، فلي أصدقاء وزملاء في مثل وضعك، وهناك من ظل مع زوجته الأولى على الرغم من أنها عقيم، وهناك من تلح عليه زوجته ليتزوج إذا كانت هي عقيما وتجده مترددا، فالأمر فيه سعة، وهنالك رجاء وأمل، وعليك أن تكثري من الدعاء، وأن تظلي على مشاعر الحب والوفاء لزوجك.

وأعتقد أن المخاوف والفكر السلبي جعلك تفكرين بكل تصرف يتصرف به حولك، وربما يكون على منهجه السابق، لكن بسبب حساسيتك أصبحت تستقبلين تصرفاته وتفسرينها بشيء من التدقيق، وهذا جعل مشاعرك يسيطر عليها الخوف.

لا تنسي -أيتها الفاضلة- أن زوجك لديه زوجة أخرى وأولاد، وقطعا تشجيعك له على أن يكون مع زوجته وأولاده بقدر المستطاع هذا أمر جيد، وأعتقد أنها خطوة مثل هذه يجب أن تشجعيها، وهذا سوف يريحه ولا يعني أبدا أنك متنازلة عن حقوقك.

ولا أرى أن تطلبي منه أن يتزوج بثالثة، لكن إن أبدى رغبة بذلك واستأذنك في ذلك، فأعتقد أن هذا تصرف حميد، وقطعا لن تعترضي على ذلك، ولكن ليس هناك ما يدعو لأن تأخذي المبادرة بأن تطلبي منه أن يتزوج بأخرى، أنا متأكد أنه متعاطف معك كثيرا، وأرجو أن لا تعتقدي أنه يحاول أن يضعف الشراكة الزوجية من أجل الفراق، لا أعتقد ذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونرفع أكفنا لله تعالى داعين ونقول: واللهم ارزقها الذرية الصالحة التي تكون لها ذخرا في الدنيا والآخرة، اللهم ارزقها الصالحين والصالحات، والقانتين والقانتات، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، اللهم قر أعينهما بأولاد وبنات صالحين يطيعون ربهم، ويبرون والديهم، وينفعون أمتهم، اللهم امنحها العلماء العاملين والدعاة الصادقين، والفرسان المجاهدين، وارزقها البنات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، السائرات على خطى أمهات المؤمنين، آمين، آمين، آمين!

مواد ذات صلة

الاستشارات