السؤال
السلام عليكم
أنا محافظ -والحمد لله- على قراءة القرآن والأذكار والاستغفار والذكر يوميا، ولكن كل ذلك بدون خشوع وتدبر، وأحس أنها أصبحت عادة لدي، وأكثر من هذا لا أستطيع أن أتدبر وأن أخشع أثناء قراءتهم؛ فماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم
أنا محافظ -والحمد لله- على قراءة القرآن والأذكار والاستغفار والذكر يوميا، ولكن كل ذلك بدون خشوع وتدبر، وأحس أنها أصبحت عادة لدي، وأكثر من هذا لا أستطيع أن أتدبر وأن أخشع أثناء قراءتهم؛ فماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohanad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الخشوع، والتدبر والخضوع، وأن يملأ قلبك بمحبته، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد في رسالتك: بأنك محافظ على قراءة القرآن والأذكار والاستغفار، ولكنك تشعر أنك تؤديها بدون خشوع ولا تدبر، وتسأل ماذا تفعل؟
أقول لك أخي الكريم الفاضل:
أولا: الذي أوصيك به أن تواصل على ما أنت عليه من هذه العبادات الرائعة؛ لأنه مما لا شك فيه أن هذه العبادات لها دور كبير في استقرارك وأمنك وأمانك، وقربك من الله تعالى، حتى وإن كنت لا تخشع فيها الخشوع المطلوب.
ثانيا: اعلم أن الإنسان يحرم بركة الطاعة بذنب من الذنوب الظاهرة أو الباطنة، فالذي أنصحك به أن تنقب في علاقتك مع الله، وتحاسب نفسك محاسبة دقيقة لعل هناك ذنوبا أو خطايا؛ قد تكون صغيرة في عينك هي التي أثرت فيك، وحرمتك لذة الخشوع والتدبر؛ لأن الله تعالى جعل من آثار الطاعة هذا الأمن والأمان والاستقرار، أما إذا كان الإنسان يؤدي الطاعة ولا يحس بثمارها، فهذا أمر مؤلم، ولكن كما تعلم أن الله وعدنا أنه لا يضيع عمل عامل، فكونك تؤدي هذه العبادات العظيمة، ولا تشعر بخشوع أو تدبر، فمعنى ذلك أن هناك سببا تحتاج إلى أن تحاسب نفسك عليه، ولو أن تجلس بينك وبين نفسك، وتكتب في ورقة ما تعمله من صلاة الفجر إلى صلاة العشاء، وأن تراقب كل تصرف من تصرفاتك، فاحتمال أن تكون هناك معاص -كما ذكرت- تقع فيها باستمرار هي التي أدت لهذا الأمر.
هذا الأمر سيفيدك في محاسبة نفسك يوميا، وسينفعك أيضا في شتى أمور حياتك، وستكتشف الذنب الذي به تحرم الخشوع والتدبر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، فإذن المعاصي التي تقع من العبد قد تكون سببا في حرمانه من الرزق، والرزق لا يلزم أن يكون مالا أو جاها أو سلطانا، وإنما أعظم الأرزاق حسن الخلق والطاعة والأنس به تعالى، فعليك بحصر أعمالك بشكل يومي، وأن تجتهد في ذلك فترة من الزمن حتى تكتشف المعصية التي بسببها حرمت من الخشوع والتدبر.
ثالثا: أتمنى أن تقرأ الكتيب الذي ألفه الشيخ محمد المنجد، وفيه أكثر من 30 سببا للخشوع، فلعلك أن تجد فيه ما ينفعك لعلاج حالتك.
رابعا: أنصحك أثناء قراءتك للقرآن أن تقرأه بطريقة أخرى، فلعلك تقرأه بسرعة، ولذلك لا تستفيد منه الفائدة المطلوبة؛ لذلك أنصحك أن تقرأه قراءة تدبر، فقد أوصانا الله تعالى بتدبره فقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} وقال{ليدبروا آياته} وأنا واثق بالله أنك إن فعلك ذلك فسوف تتحسن حالتك.
خامسا: أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله أن يرزقك الله نعمة التدبر والخشوع فهي نعمة عظيمة تحتاج للدعاء.
سادسا: أطلب من الوالدين إن كانا أحياء، وكذلك من الصالحين الدعاء لك بذلك.
سابعا: أتمنى أن تفعل عبادة التأمل، فالسويد بلد جميل والزراعات تحيط بالإنسان في كل مكان، فكم أتمنى أن تخرج وتتأمل وتنظر في ملكوت السموات والأرض، وتنظر في كون الله الناطق، الذي ينطق أمامك بعظمة الله وجلاله، فإن هذه التأمل والتفكر قد يؤدي بك إلى تعميق مفهوم الخشوع، وإلى الوصول إلى الدرجة التي تتمنى الوصول إليها في الخضوع وتعظيم الله تعالى.
ثامنا: أوصيك بصحبة الشباب الصالحين، ومما لا شك فيه أنه يوجد في كل مسجد بعض الشباب الصالح الملتزم، فحاول بارك الله فيك أن تتواصل معهم، وتجالسهم ففي مجالسة الصالحين الخير الكثير، وقد أمرنا الله تعالى بذلك، وأمرنا رسوله الكريم بذلك.
أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعيننا وإياك على الخشوع والخضوع.