السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من وسواس يقلقني، أصبحت أتجنب الاجتماعات، والأماكن الضيقة والمغلقة، والظهور أمام الناس، أخاف أن يصيبني شيء ما في هذه الأماكن، وأكثر ما أخافه الإغماء والتقيؤ، فعند التفكير بذلك أحس بدوخة بسيطة، وعدم تركيز وصداع خفيف، وأحيانا تنميل باليدين وأطراف الرأس، وضيق تنفس، فأسرع بتغيير المكان أو الخروج، وإذا علمت أني لن أستطيع التصرف هكذا لا أخرج من البيت نهائيا، مع العلم أني إذا لم أفكر بذلك لا يصيبني شيء.
وفي البيت لا يصيبني هذا إلا عند القلق والتوتر، وعند سماع خبر محزن أو مخيف، وعندي رغبة شديدة بإكمال دراستي، ولن أستطيع وأنا على هذا الحال، علما أني أعاني من التهاب في الجيوب الأنفية، وأعراض القولون العصبي، كما أن عندي قناعة تامة بأن في الالتجاء لله والدعاء، واستعمال الطب النبوي والقرآن الشفاء التام، وكلما زادت قناعتي بذلك تحسنت حالتي –والحمد لله-، الآن أريد حلا لهذه الوساوس المقلقة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إشراق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أود أن أؤكد لك أنك لا تعانين من وساوس قهرية، وإنما تعانين من قلق المخاوف، ونوعية المخاوف التي تعانين منها تسمى (رهاب الساحة)، مع جزء بسيط من الخوف الاجتماعي.
رهاب الساحة: نوع من الخوف والقلق الشديد، مع افتراضات وتخوفات تشاؤمية، والخوف من الأماكن الضيقة أو المتسعة أو المغلقة والمزدحمة، والإنسان يحس بالأمان أكثر حين يكون في بيته، وحين ينتقل إلى مكان قريب يكون متخوفا، إلا حين يقتنع بوجود مخرج أمان وسلام، وربما يهدأ روعه ويقل هذا الخوف.
الحالة معروفة -أيتها الفاضلة الكريمة-، وبالرغم مما تسبب لك من مضايقة وتوترات وقلق، واجترارات وسواسية بسيطة، إلا أنه يمكن علاجها بطريقة فعالة جدا، وأهم شيء في العلاج أن تفهمي حالتك، وأنها قلق مخاوف وتسمى (برهاب الساحة) مع شيء من الخوف الاجتماعي، وليس عندك وساوس حقيقة أو اكتئاب.
والعلاج أن تحقري فكرة الخوف، وأن تصري على المواجهة واختراق الأماكن التي تحسين فيها بالتخوف، وتصري على أن تذهبي إلى الأماكن الضيقة كالمصاعد (اللفت)، وتستعيني بدعاء الركوب، وإن كنت في قاعة محاضرات مثلا لا تنظري إلى المخرج أو الدرج، هذا لا تعطيه أي نوع من الاعتبار، وهذا نسميه بالتعريض الإيجابي التدرجي، وسيزيل هذا التخوف تماما.
شعورك أنك لا تستطيعين التصرف، أو أنك سوف تفقدين السيطرة على الموقف أمام الآخرين، هذا شعور ناتج من المخاوف وهذا ليس صحيحا، أداؤك هو بالنمط والمستوى نفسه ولا يختلف من مكان لآخر، عندك اليقظة والمقدرات نفسها، ولا أحد يلاحظ عليك أي تلعثم أو تخوف، فإذن تصحيح المفاهيم أحد العلاجات الرئيسية.
العلاج الدوائي مطلوب، وأتمنى أن تذهبي للطبيب النفسي ليصف لك أحد الأدوية المعروفة، وأفضلها الذي يعرف باسم سيرترلاين، ويسمى تجاريا باسم لسترال، أو زولفت، وإنه لشيء جميل أن تلجئي للدعاء والاستفادة من الطب النبوي والقرآن من أجل الشفاء التام، فهي مدعمات عظيمة، ويجب أن تكون لها أسبقية كبيرة في حياتك، من أجل الإحساس بالهناء والسعادة كوسيلة علاجية لقلق المخاوف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.