السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل سنوات كانت الدورة عندي غير منتظمة وتنقطع لـشهور عدة، وقبل 6 سنوات تقريبا عملت عملية الدودة الزائدة، وبعدها بعدة أيام (4 أو 5 أيام) حدث لي نزيف في الدورة الشهرية، كانت تنزل بغزارة مع قطع دم، بعدها بسنة تقريبا ذهبت لدكتورة نسائية وأعطتني حبوبا لا أذكر اسمها، ولكني استخدمتها لأسبوع في كل شهر، -يعني في خلال ثلاثة أشهر- والدورة صارت عندي جيدة، ولا يوجد نزيف ولا معاناة.
المهم بعدها بسنة تقريبا رجعت لي، تنزف بغزارة مع قطع دم كبيرة، ذهبت للدكتورة وعملت لي فحصا للرحم والكبد والكلى، فطلع بي الكبد الدهني، وورم صغير في الرحم، ولكن الدكتورة لم تعطني دواء للرحم، فقط أعطتني دواء للكبد الدهني، وهي: عبارة عن حبوب لا أذكر اسمها، وشرابا للحموضة، بعدها أنا فكرت أن أبحث لي عن حل بنفسي، فبدأت بشرب الزنجبيل في اليوم ثلاث مرات -والحمد لله- بعدها لم تنزل مني قطع دم، ولكن الدورة لم تصبح منتظمة، والآن رجعت لي نفس الحالة، الدورة لها شهران لم تتوقف، وهناك قطع دم كبيرة تنزل.
رجاء أرجو مساعدتي؛ فأنا لا أستطيع أن أخرج من المنزل بسبب هذه المشكلة، لو يوجد حل طبيعي لهذه المشكلة.
وشكرا وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ a33 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حالتك هامة –يا عزيزتي- وكان من الواجب ألا يتم الانتظار كل هذه السنوات, حتى لو كنت فتاة غير متزوجة؛ لأن تباعد الدورة وغزارتها لفترة زمنية طويلة تسبب في حدوث ثخانة في بطانة الرحم, وهذا ما قد يؤهب مستقبلا إلى حدوث أورام غير حميدة –لا قدر الله- بالإضافة طبعا إلى حدوث فقر الدم وتبعاته على الجسم.
على كل حال: من الجيد أنك قد بادرت لطلب المساعدة, ويجب في البدء التأكد من عدم وجود اضطراب هرموني في الجسم يكون هو السبب في حدوث مثل هذا الاضطراب المزمن في الدورة, مثل: خلل عمل الغدة الدرقية, اضطراب هرمون الحليب, اضطراب الغدة الكظرية, أو تكيس في المبايض، أو غير ذلك.
لذلك يجب عليك عمل التحاليل الهرمونية الآتية:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON- TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS -17-HYDROXYPROGESTERON-CORTISOL
ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من نزول الدورة الشهرية وفي الصباح.
فإن تبين وجود خلل ما فيجب علاجه أولا؛ لأن علاج السبب سيؤدي تلقائيا إلى أن تصبح الدورة منتظمة -إن شاء الله تعالى-.
وإن تبين بأن كل التحاليل طبيعية, فهنا يمكن القول بأن الحالة عندك هي: بسبب وجود تكيس على المبايض, لكنه غير ظاهر بالتحاليل، ويجب علاج الحالة بناء على هذا الأساس.
وعلاج تكيس المبايض يجب أن يبدأ بتخفيف الوزن؛ لأن وزنك زائد جدا عن الحد الطبيعي, فإنني أنصحك بالعمل وبشكل جاد على خفضه, ومهما أنجزت, فإنه سيكون مفيدا في علاج التكيس, بمعنى: أنه يجب عدم التقليل من شأن أي خسارة في الوزن مهما كانت, فحتى خسارة 5-6 كلغ (والأفضل أكثر طبعا) فإنها ستنعكس إيجابا على حالة المبيضين, وعلى حالة الكبد عندك أيضا -بإذن الله تعالى-.
ويمكن البدء بتناول حبوب تسمى (الغلكوفاج) حبة واحدة عيار 500 ملغ في اليوم في الأسبوع الأول, ثم زيادتها إلى حبتين يوميا في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات في الأسبوع الثالث, والاستمرار على ثلاث حبات بعد ذلك.
ويمكن البدء أيضا بتناول حبوب منع الحمل الثنائية الهرمون مثل: حبوب (ياسمين) للمساعدة في تنظيم عمل المبيض وإزالة التكيسات عنه, وهي حبوب جيدة جدا في مثل هذه الحالات, لكن يجب أن تترافق مع خفض الوزن حتى تعطي نتائجها الجيدة -بإذن الله تعالى-.
لم توضحي لي ما هو نوع الورم الذي ظهر في الرحم؛ فإن كان ورما ليفيا, فقد يكون له دور أيضا في حدوث غزارة دم الطمث عندك, خاصة عندما يكون متموضعا تحت بطانة الرحم مباشرة, ويجب متابعة حجمه كل ستة أشهر باستمرار مع الطبيبة.
إن حالات تكيس المبايض يجب أن تعالج معالجة طبية دوائية, وتحت إشراف طبيبة مختصة, أما العلاجات العشبية فإنها تفيد كعلاج رادف وداعم للعلاج الدوائي.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.