لدي خوف من المسئولية والمجهول، ما النصيحة؟

0 360

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أنه بعد أن أغضب أو أنفعل أشعر بضعف شديد، وتنميل في اليدين، كما أنني أحيانا أشعر بالخوف من تحمل المسئولية في مجال العمل، وأكون كثير التفكير، وتأتيني أحيانا أفكار أنه سيصيبني مكروه من تحمل المسئولية، وأفكر في ترك العمل.

لكن أخاف أيضا من عدم حصولي على عمل آخر أو أنه سيكون فيه مسئولية أكبر من عملي الحالي، رغم أنني -ولله الحمد- أملك بعض الشجاعة، خاصة عند التعامل مع الأشخاص الأعلى مني، وأرفض أحيانا التوجيهات التي تكون مخالفة من وجهة نظري.

أرجو منكم النصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

كما ذكرت لديك بعض الانفعالات السلبية مثل سرعة الاستثارة والغضب، وهذا ينعكس عليك جسديا ويظهر في شكل ما نسميه بـ (الأعراض النفسوجسدية) والشعور بالتنميل، هذا من الأعراض المعروفة جدا المصاحبة للقلق الانفعالي.

بالنسبة لتخوفك من تحمل المسؤولية هو خوف من الفشل، وهذا قطعا محبط جدا للإنسان، ويعالج من خلال: الإدراك بأن الإنسان ما دام قد وضعت عليه المسؤولية فهو أهل لها، والذين فشلوا في تجاربهم كانوا قريبين جدا من النجاح لكنهم لم يواصلوا هذه التجارب.

أيها الفاضل الكريم: أنت مطالب ببناء هذا المفهوم الإيجابي، مفهوم أن المسؤولية لها أهلها، وأنت منهم، وأن الخوف من الفشل هو الذي يؤدي إلى الفشل، إذن نستطيع أن نقول إنه لا يوجد فشل.

بالنسبة لكثرة الأفكار التي تحدثت عنها: هي ذات طابع وسواسي، وكثيرا ما يكون القلق والتوتر مصحوبا بشيء من الوساوس.

المعالجات (أخي) بسيطة جدا، وهي أن تقدر قيمة ذاتك بصورة صحيحة، لا تحقر نفسك أبدا، وتعاملك مع الآخرين أيا كان موضعهم أو منصبهم أو موقعهم يقوم على الاحترام والتقدير، وليس أكثر من ذلك، لا يوجد رهاب، لا يوجد خوف إلا من الله تعالى، والناس هم الناس - أيها الفاضل الكريم – مهما كانت أوزانهم ومواقعهم ومقدارهم، فهم يأكلون كما تأكل، ويشربون كما تشرب، ويتغوطون، ويمرضون، ويموتون، إذن علاقتنا مع الآخر تقوم على الاحترام والتقدير وليس أكثر من ذلك.

بالنسبة لرفضك للتوجيهات التي تكون مخالفة من وجهة نظرك: هذا أمر جيد، أنا أحبذه (حقيقة)، لكن هذا الرفض يجب أن يكون بشيء من الكياسة والفطنة، والمؤمن دائما (كيس فطن) فكن على هذا المنوال.

أنا أرى أنك ربما تستفيد كثيرا من أحد الأدوية المضادة للقلق الوسواسي، عقار مثل (فافرين) والذي يسمى علميا باسم (فلوفكسمين) سيكون جيدا جدا بالنسبة لك خاصة أنه ليس إدمانيا وليس تعوديا، وليس له آثار جانبية خطيرة أبدا، والجرعة المطلوبة في حالتك (عموما) هي جرعة صغيرة، بأن تبدأ بجرعة خمسين مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.

إذن هذا هو الذي أنصحك به، وأضف إلى ذلك: لا بد أن تغير من نمط حياتك، أن تجعله دائما إيجابيا، تواصل اجتماعيا، صل رحمك، كن بارا بوالديك، والغضب تعامل معه أيضا من خلال السنة المطهرة (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب) وغير مكانك، غير وضعك، اتفل على يسارك ثلاثا واستعذ بالله من الشيطان، واطفئ نار الغضب بالوضوء، وصل ركعتين. أرجو أن تجرب هذه حتى ولو لمرة واحدة، وسوف تجد فيها نفعا عظيما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات