السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة ولدي طفل، تزوجت من عام وثلاثة أشهر، بعد مرور شهر من الزواج استيقظت يوما على كابوس مزعج، ومنذ ذلك اليوم أصابني القلق والتوتر، وبدأت اشعر بالضيق والهم.
التزمت بسورة البقرة وأحسست بعدها بالراحة، ثم عاد لي ذلك الإحساس بالضيق والهم والغربة والوحدة، تمنيت بعدها أن أعود لبيت والدي كما كنت لأشعر بالراحة، واستمرت حالتي تسوء يوما بعد يوم، الآن سافر زوجي وأعيش مع أهلي منذ حوالي 4 شهور، لكني لم أحس بأي تحسن حتى بعد ولادة طفلي الذي كان أملي في التغيير.
الآن أعاني من أعراض كثيرة، أشعر أني لست كما كنت، تغيرت وتغيرت كل طباعي، لم أعد أستطيع الاندماج في الحياة وأشعر أني غريبة، كنت اجتماعية جدا، وأحب التنزه والنشاط والتغيير، فقدت اهتمامي بكل هواياتي، وبعد الولادة عرضت نفسي على طبيب مخ وأعصاب، وأعطاني مودابكس نصف قرص يوميا كي لا يؤثر على الرضاعة، وسيكودال حبة في اليوم مساء، ولم أشعر بالتحسن مع العلاج الذي تناولته من حوالي شهر.
أكثر ما يضايقني هو شعوري بأني شخص آخر، وأشعر أني أريد أن أذكر نفسي من أكون بين الحين والآخر، وأن الحياة عبارة عن حلم، وعدم قدرتي على الاستمتاع بالحياة مع طفلي الذي طالما انتظرته.
ماذا أعاني؟ وكيف يمكنني التخلص منه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحالة التي تمرين بها بدأت بتوتر وقلق مفاجئ بعد ذاك الكابوس، أو الحلم المزعج، بعد ذلك بدأت المشاعر السلبية تتكون لديك، والحالة في جملتها أرى أنها نوع من القلق الاكتئابي البسيط، القلق كثيرا ما يأتي فجأة ودون مقدمات، وقد تكون مسبباته أو روابطه واهية كالأحلام المزعجة مثلا، وضعك الآن يسيطر عليه ما نسميه باضطراب الأنية، أو الشعور بالتغرب عن الذات، وقد عبرت عنه بصورة دقيقة، وهي شعورك بأنك شخص آخر، وهذا نوع من القلق النفسي.
وطفلك، نسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لكما، وأن يجعله من الصالحين، من الطبيعي أن تفرحي به، لكن الأعراض النفسية لما بعد الولادة موجودة، وهذا هو الذي جعل المشاعر السلبية تتملكك لدرجة كبيرة.
نصيحتي لك بأن تحاولي طرد هذه الأفكار وتحقيرها، وتتذكري النعم العظيمة التي أنت فيها، وأن تشغلي نفسك بأن تقومي بمهام كثيرة مختلفة، لأن الفراغ من أسوأ الأشياء التي تؤدي إلى القلق النفسي المسمى باضطراب الأنية.
عليك بالنظر الإيجابي للحياة، واجعلي حياتك مفعمة بالأنشطة، من الناحية العملية نعتبر فترة النفاس 6 أشهر، وليست 40 يوما، حيث إن فترة الـ 6 أشهر تكثر فيها الأعراض النفسية عند معظم النساء، فهذه الأعراض عابرة -إن شاء الله-، وسوف تتلاشى تدريجيا مع نهاية فترة النفاس، وحتى نعجل بذلك أرى أن عقار مودابكس مثالي جدا لك، لكن إشكالية تناول الجرعة الصحيحة هي التي قد تقف حاجزا أمام التحسن السريع، لأن إرضاع الطفل قطعا مهم، ولا أريد أن تحسي بشيء من النقص أو الذنب إذا توقفت عن الرضاع، وكما ذكر لك الدكتور الفاضل فإن عقار مودابكس يعتبر مناسبا أثناء الرضاعة، وأنا من ناحيتي أرى أنه بعد أن يبلغ عمر الطفل 3 أشهر لا مانع من أن يرفع المودابكس إلى حبة كاملة 50 مليجرام، وهنا يفضل أن لا تعطي الطفل الحليب الذي يتكون 8 ساعات بعد تناولك لحبة المودابكس.
تناولي الحبة ثم لا ترضعي الطفل لمدة 8 ساعات، ثم قومي بشطف وسحب الحليب الذي تكون، ويمكن بعد ذلك إرضاع الطفل من الحليب الذي سيتكون بعد ذلك، هذه طريقة معقولة، وفيها شيء من ضمان الأمان بأن لا يؤثر الدواء على الطفل، والدواء أصلا تأثيره ليس شديدا على الطفل، ولكن كنوع من التحوط، لأن الطفل قبل 3 أشهر ليس له القدرة الاستقلابية، أو ما يسمى بالتمثيل الأيضي لتحمل الأذية.
وعليك بالتفاؤل، والصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والدعاء، -وإن شاء الله- سيزول ما بك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.