السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب المثالية وأسعى لها، شخصيتي منغلقة ومنعزلة ولي صداقات قليلة، كنت أتعمد ألا أتعمق في صداقات مع أناس جدد، لأني أكره التعلق بأحد، فأنا إن أحببت أحدا أغدقت عليه اهتماما دون حد، تعرفت قبل عام ونصف على صديقة جديدة، أحببتها جدا ولها مكانة مميزة ومختلفة عن البقية، هذه الصديقة اختصرت كل هذا العناء، معها أتصرف على طبيعتي في المنزل بدون حواجز، أعتبرها كأختي وأرتاح لها جدا، لكن مظهرها يغلب عليه التشبه بالرجال (بوية)، فقط في المظهر -قصة الشعر تحديدا-.
في البداية قررت ألا أتعمق في علاقتي معها، لأني أردت أن أكون مناصحة لها فقط، لكن تفاجأت أني تعمقت، وهي تعرف أني أكره فيها هذا الشيء -مظهر الأولاد- وأخاف منه، فبدأت تتأثر بي وتطيل في شعرها -بفضل الله-.
لاحظت أنها بدأت تتغير للأفضل، ودائما كنت أدعو الله أن يجعلنا صحبة خير لبعضنا، أنا سعيدة لأجلها وفرحة بها جدا، ووصلنا لدرجة أنها تفتخر بي أمام والدتها، وحدثتني مرة والدتها بأنها اطمأنت على ابنتها إذ تصاحب شخصا مثلي، هكذا أمام الملأ، وأنا في نظر والدتها المثقفة والمتدينـة، حتى أخت هذه الصديقة تحسن الظن بي، أحسست بتميز هذه الصديقة عن بقية صديقاتي، هي المرة الأولى التي أحب فيها شخصا يحبني بالقدر الذي أحبه، أباغته في أي وقت بحديثي وتفاصيل يومي، أثرثر كثيرا عنها وهي كذلك، لكن يثير خوفي أحيانا أني أحب أن أتأمل ملامح وجهها، والشيء نفسه أواجهه منها، تطيل النظر إلي وترد بأنها تتأملني.
بحق أجدها عونا لي في المشورة المخلصة، أشهد الله أني ما رأيت منها إلا كل خير، حتى أنها تضر نفسها لتنفعني، ووقفت معي في مرض أختي، وإذا أسديت لها نصحا تقبلته مني وأدته إذا كان لمصلحتها.
أريد رأيكم ومشورتكم: هل سيري في هذه الصحبة صواب؟ علما أنها مصابة بالقولون وقد أرهقها ألمه، وقطعت وعدا على نفسي ألا أخذلها، وأن أرعاها كأختي، ووالله أني أجدد العهد في كل مرة في أن أكون لها أختا صالحة، يخيل لي أني نجحت في ذلك، لكن يتخبط بي وسواس الشيطان أني لست على صواب، لا أريد أن أخرس ضميري لدرجة أن أخطئ ولا أشعر، حاليا أسعى لأن أعرفها على بقية صديقاتي، لأنهن استغربن ميلي لها وابتعادي عنهن، علي أكون مجموعة طيبة من الصحب، أنا وصديقتي هذه نقوم الآن بمراجعة الأجزاء الأخيرة من القرآن الكريم استثمارا لإجازة الصيف.
أستاذي، أنا أريد رضى الله عني، ولا أريد أن أخيب ثقة صديقتي ووالدتها، عذرا على الإطالة، أفيدوني مأجورين.