السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
لدي عدة أسئلة:
- ما هي الإنابة؟ وكيف أنيب إلى الله؟
- كيف أخلص كل الأعمال لله وحده؟
- ما هي التقوى؟ وما هو الصلاح؟ وكيف أكسبه؟
- كيف أحلم بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
لدي عدة أسئلة:
- ما هي الإنابة؟ وكيف أنيب إلى الله؟
- كيف أخلص كل الأعمال لله وحده؟
- ما هي التقوى؟ وما هو الصلاح؟ وكيف أكسبه؟
- كيف أحلم بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء الصالحين، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يعينك على تطبيق الإسلام قولا وعملا، وأن يجعلك مصباح هداية للناس.
وبخصوص ما ورد في رسالتك في السؤال الأول: عن الإنابة، وكيف أنيب إلى الله؟ فالإنابة هي: الرجوع إلى الله تعالى، وتكون بعودة الإنسان إلى الله عز وجل، خاصة إذا وقع في بعض الذنوب والمعاصي، فيعلم أن له ربا رحمانا يفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه، فيترك المعصية حياء من الله، ويرجع إلى الله متأسفا على فعله، سائلا إياه أن يتوب عليه، ويغفر له، ولذلك العبد المؤمن لا ييأس من رحمة الله تعالى مهما وقع في معاص وذنوب.
أما كيف تخلص لله تعالى؟ فاعلم أن الإخلاص هو: أن يكون العمل خالصا لله تعالى أي مرادا به الله تعالى فإذا صليت صليت لله تعالى، ولا تصل من أجل الناس، أو من أجل أن يقال عبد صالح، وإنما يكون هدفك في كل عمل فقط هو أن يرضى الله عنك.
ومن علامات الإخلاص أن الإنسان يجتهد في ستر أعماله، ولا يظهرها، فكما يجتهد في ستر ذنوبه ومعاصيه فينبغي أن يجتهد في ستر أعماله الصالحة، ولا يحاول أن يظهر أعماله للناس إلا في الأمور التي أمر الله بإظهارها، مثلا: كالمحافظة على صلاة الجماعة، أما الأذكار وقراءة القرآن والصيام فهذه أمور يحرص المسلم أن تكون بينه وبين الله تعالى؛ لأن العبد إذا درب نفسه على الأعمال الخاصة التي لا يطلع عليها العباد، كان ذلك أدعى لقلبه أن يخلص في كل الأعمال حتى التي أمام الناس.
فالإخلاص أن يكون العمل خالصا ليس فيه أي شائبة، ومعناه: أنك تريد بكل أعمالك وجه الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}.
أما التقوى فهي: جهاز رقابة داخل قلب المؤمن، أن الله تعالى يراه ويطلع عليه في سره ونجواه وعلانيته، ولذلك يجعل سره كعلانيته، ويجعل فعله في خلوته كما لو كان بين الناس جميعا؛ لأن بعض الناس يظهرون التجمل والإحسان والعبادة أمام بعضهم بعضا، لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها فالعبد المؤمن هو الذي يشعر دائما أن الله معه، وأنه مطلع عليه في سره وعلانيته، وأنه يسمع كلامه وأفعاله، فلا يقول ويفعل إلا ما يرضي الله تعالى.
والتقوى هي: التي تؤدي إلى صلاح القلب: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب)، وتكسب هذه التقوى بالمراس: فتتذكر الله تعالى ومراقبته لك كلما هممت بمعصية.
كيف أحلم بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؟ هذه مسألة واسعة، ولكني أنصحك بأن تكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أولا، وتدعو الله تعالى بأن يكرمك برؤية النبي -عليه الصلاة والسلام- في المنام ثانيا، وثالثا: أن تحاول إحياء سنن المصطفى -عليه الصلاة والسلام- بقدر استطاعتك، فإنك إن فعلت ذلك كنت أهلا بأن يكرمك الله تعالى بالرؤية.
وتخيل أن رجلا أكل شيئا مالحا وكانت الملوحة شديدة، فما الذي سيحلم به قطعا سيحلم بالأنهار والبحار والمياه؛ لأنه يشعر بالحاجة الماسة للماء، وكذلك لو كنت صادقا وجادا فعلا في رؤية المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فإن الله سيكرمك بذلك؛ لأنك ستبحث عن الأسباب والدواعي التي تعينك على هذه النعمة العظيمة.
أسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يوفقك لحسن التعامل والدعوة إلى الله تعالى بين الناس.