السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة ولدي طفلان، بدأت معي أفكار أني سأمرض، وفي رمضان الماضي أتتني أفكار بأن أقتل نفسي، وكنت أخاف وأبكي لماذا تأتيني هذه الأفكار؟ وبعد بضعة أشهر أتتني فكرة أن أذبح أبنائي أو أفعل شيئا بهم، كنت سأجن فذهبت لطبيب نفسي، ووصف حالتي بقلق عصابي مصحوب باكتئاب، ووصف لي لوبرا وأخبرني أنه مثل سبرام، وسلبرايد، ولي الآن 4 أسابيع، أريد رأيك ومشورتك يا دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يزيل عنك هذه الأفكار التي تسلطت عليك.
الفكرة التي تحث الإنسان على قتل نفسه قد تكون ناتجة من اكتئاب نفسي، لكن إذا كانت الفكرة ملحة ويقتنع الإنسان بأنها سخيفة ولا داعي لها، تكون فكرة وسواسية، والفكرة الأخرى التي أتتك بعد بضعة أشهر من الفترة الأولى، وهي أن تذبحي أبنائك وأن تفعلي بهم شيئا، هذا قطعا لن يحدث -إن شاء الله تعالى– فهي فكرة وسواسية، وهذا النوع من الفكر يولد الاكتئاب لدى الإنسان، لأنه سخيف المحتوى ومؤلم جدا على النفس ومخيف.
الشيء الذي أراه أنه بالفعل لديك درجة من العصاب –وهو القلق–، وقطعا هنالك مزاج اكتئابي، لكن أرى أيضا أنه ربما يكون هنالك نوع من الوساوس، أي أن هذه الأفكار محتواها وسواسي أكثر مما هو اكتئابي في الأصل، والذي شعرت به من اكتئاب هو ثانوي للوساوس.
المهم أن ذهابك للطبيب كان هو القرار الصحيح، وعقار (سبرام) أو (لوبرا) الذي وصفه لك الطبيب لا شك أنه علاج صحيح وفاعل، حيث إن (إستالوبرام) وهو (السبرام) أو الـ (لوبرا) يعالج القلق العصابي، يعالج الاكتئاب، يعالج الوساوس، يعالج المخاوف، وهو أيضا محسن للمزاج بشكل واضح جدا.
بالنسبة لمدة العلاج: أرجو أن تتبعي الإرشاد الذي وصفه لك الأخ الطبيب الذي قمت بمقابلته، لأن مدة العلاج تحددها شدة الحالة وظروف المريض ونوعية الأعراض، وعموما هنالك إجماع بين الأطباء أن مدة العلاج غالبا ما تتفاوت من ثلاثة إلى ستة أشهر، وكذلك الجرعة تحدد حسب الحالة، وأنا على ثقة تامة أن الأخ الطبيب الكريم الذي قام بتشخيص حالتك قد وضع خطة علاجية كاملة، فأرجو أن تطمئني، وفي ذات الوقت أريدك أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تحقري هذه الأفكار، وأنت لديك أشياء طيبة وجميلة في الحياة، يجب دائما أن تضعيها أمام ناظريك، وتسيري على طريق التفاؤل والأمل والرجاء، واسألي الله تعالى أن يكون عونا لك في جميع أحوالك.
عقار (سلبرايد) من الأدوية الجيدة جدا لعلاج القلق والتوترات، وهو يعتبر علاجا مساندا للسبرام، قد يعاب عليه في بعض الأحيان، خاصة إذا كانت جرعته كبيرة، مائة مليجرام أو أكثر في اليوم، ربما يؤدي إلى ارتفاع في هرمون يعرف باسم هرمون الحليب (برولاكتين)، وحين يحدث الارتفاع في هذا الهرمون ربما يؤدي إلى عدم الانتظام في الدورة الشهرية لدى بعض النساء، وبعض النساء أيضا قد يأتيهن إحساس بالاحتقان أو الألم البسيط في الثديين، بخلاف ذلك فالدواء دواء ممتاز وسليم جدا.
بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.